مدينة بئر السبع، الواقعة في جنوب غرب فلسطين، هي واحدة من أقدم وأكبر المدن الفلسطينية. تقع على بعد حوالي 71 كيلومترًا جنوب غرب القدس، وتعتبر عاصمة منطقة النقب الصحراوية. تبلغ مساحتها حوالي 84 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 196,913 نسمة، وفقًا لإحصاءات عام 2012. ومع ذلك، فإن غالبية السكان هم من اليهود نتيجة سياسة التهجير التي اتبعتها دولة الاحتلال خلال حرب عام 1948.

ظهرت مدينة بئر السبع لأول مرة في خريطة مادبا البيزنطية، ولكنها كانت مهجورة خلال العصور الإسلامية حتى قررت السلطات العثمانية إعادة بنائها في القرن التاسع عشر. تم تدشين المدينة المجددة في عام 1890، وسكنها حوالي 1000 نسمة، معظمهم من المسلمين. خلال الحرب العالمية الأولى، احتلت القوات البريطانية المدينة في عام 1917.

في أيام الانتداب البريطاني على فلسطين، بلغ عدد سكان بئر السبع حوالي 3000 نسمة، معظمهم من العرب. ومع ذلك، سيطرت القوات الإسرائيلية على المدينة لاحقًا. تجدر الإشارة إلى أن الرئيس المصري أنور السادات زار المدينة في عام 1979.

من الناحية التاريخية، كانت بئر السبع مركزًا استراتيجيًا مهمًا منذ العصور القديمة. وقد عُثر على أطلال المدينة القديمة في حفريات أثرية في الشمال الشرقي من المدينة الحديثة، مما أدى إلى تصنيفها كموقع للتراث العالمي من قبل منظمة يونسكو في عام 2005.

على الرغم من التغيرات الديموغرافية التي شهدتها المدينة، إلا أن سكان بئر السبع الأصليين هم مجموعة من القبائل البدوية التي هُجرت إلى مخيمات اللجوء في أريحا والأردن. يعيش أغلب السكان الأصليين حاليًا على الأراضي الأردنية، مع وجود بعض اللاجئين في غزة. فرض الاحتلال الإسرائيلي سياسة التجنيد الإجباري للسكان المتبقين في المدينة مع ضرورة انتظامهم في قوات الجيش الإسرائيلي.

تعتبر مدينة بئر السبع اليوم مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا مهمًا في منطقة النقب، حيث تضم العديد من المؤسسات التعليمية والصحية والاقتصادية.