محافظة 6 أكتوبر: قصة نموذج عمراني متميز في قلب مصر

التعليقات · 1 مشاهدات

تعد محافظة 6 أكتوبر واحدة من أكثر المناطق حداثة وحداثة حضارية في مصر، وتمثل تجربة فريدة في التعمير الحديث. تم تنفيذ هذا المشروع العملاق تحت رعاية رئيس

تعد محافظة 6 أكتوبر واحدة من أكثر المناطق حداثة وحداثة حضارية في مصر، وتمثل تجربة فريدة في التعمير الحديث. تم تنفيذ هذا المشروع العملاق تحت رعاية رئيس الجمهورية آنذاك، الفريق محمد أنور السادات، خلال فترة حكمه الثورية. وقد أشرفت عليه وزارة التخطيط آنذاك برئاسة المهندس حسب الله الكفراوي. تتمتع المحافظة بإدارة مستقلة منذ العام 2008، بعد صدور قرار جمهورى بتصنيفها ضمن المحافظات المصرية.

وتقع محافظة 6 أكتوبر شمال غرب القاهرة، تحدها من الشمال امبابة وأوسيم ومدينة السادات، ومن الشرق نهر النيل وجنوبها محافظة الفيوم وغرباً محافظتا البحيرة والمطروح. تمتد رقعة أرضها الواسعة والتي تتخطى نصف مليون دونم -أي نحو ١١٩٫٢٠٠ فدان- لتكون موطن لأكثر من خمسة ملايين مواطن مصري وفق آخر الإحصائيات السكانية المتاحة. وهذا الانتشار السكاني الكبير جعل منها ثالث أعلى كثافة سكانية بالمملكة العربية المتحدة!

وقد نسجت أسماء أحيائها حول التسلسل العددي بدءً بالحي رقم واحد حتى الثاني عشرة بالإضافة لشوارعها المعروفة كشارع النيل وشوارع الأفراد الأخرى المؤدية له مما خلق منظومة حياة مدنية متكاملة تحتوي أيضًا على عدة تجمعات سكانية جديدة وفاخرة بما فيها الجامعات الخاصة الشهيرة كالجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة النهضة الوطنية وغيرهما كثيرٌ ومتنوعٌ بحسب الاختصاصات الأكاديمية المرغوبة لدى طلاب اليوم. الأمر نفسه ينطبق كذلك بالنسبة للأماكن التجارية والمراكز الصحية ودور العبادة والمساجد المنتشرة عبر أرجاء المدينة.

أما الوجه الآخر لهذه المدينة فهو الجانب الاقتصادي والإنتاجي والذي يجسد دوره بشكل بارز قطاع التصنيع إذ تغطي نشاطاته الصناعية ما يقارب سبعة آلاف فدان تقريبًا؛ حيث تشتهر المنطقة بصناعات مختلفة ومتنوعة مثل الهندسة الإلكترونية وصناعة السيارات واستخلاص المواد الغذائية والنشر وما يتعلق بها من محركات توليد الطاقة الكبيرة وحقول المواشي المكثفة لإنتاج منتوجاتها الدقيقة بكل حرفيه واحترافيَّة عالية المستوى. وفي نفس الوقت توفر خدمات متنوعة تعكس اهتمام الدولة بالتكامل العملي والاستقرار الاجتماعي لسكان تلك المجمعات الجديدة حيث تساهم مؤسسات الصحة العامة والمدارس العامة والخاصة وبرامج التدريس الحديثة لكل مراحل الدراسة بما يضمن جودة التعلم وجودة التأمين الطبي والعلاجي والعيش الآمن للسكان المقيمة هناك أيضًا.

وفي نهاية المطاف فإن محافظة ست اكتوبر ليست مجرد موقع جغرافي بل إنها شهادة تقدير وإشارة رمزية لنوع جديد تماماً من الحياة الاجتماعية المثالية التي تجمع بين العلم والمعرفة والسلوك الأخلاقي الراقي وسط بيئة عمليه راقية وملونة بالحرف اليدوية التقليدية والأعمال المصنعة بعناية شديدة ولكن بجوانب مبتكرة وعصرية للغاية تنافس دول العالم الأولى حاليًا.

التعليقات