تعد محافظة كربلاء الواقعة وسط العراق واحدة من المحافظات ذات الأهمية الدينية والتاريخية العظيمة. يعود هذا إلى موقعها الاستراتيجي وارتباطها بتاريخ الإسلام وتقاليده. تتأثر التركيبة السكانية للمحافظة بشكل كبير بتاريخها وثرائها الثقافي والديني، مما يجعلها مكاناً فريدًا ومثير للاهتمام للبحث الديموغرافي.
وفقاً لبيانات تعداد عام 2020 الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء العراقي، بلغ عدد السكان المقيمين في محافظة كربلاء حوالي مليون وستمائة ألف نسمة تقريبًا. ومع ذلك، فإن هذه الأرقام يمكن أن تشهد تغييرات كبيرة خلال مواسم الحج والعمرة بسبب الزوار الدوليين الذين يأتون لإحياء المناسبات الدينية الهامة مثل ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما.
على الرغم من معاناة المدينة عبر التاريخ من حروب وصراعات مختلفة، إلا أنها حافظت على تماسك مجتمعاتها المختلفة ومتنوعة في الأعراق والثقافات والأديان. ويضم المجتمع نسبة عالية من العرب الشيعة الذين يشكلون غالبية السكان كما يوجد أيضًا أقليات عرقية ودينية أخرى بما فيها المسيحيين والكرد الفيليين وغيرهم ممن ساهموا جميعا في ثراء الحياة الاجتماعية والفنية للمدينة.
وعلى المستوى الاقتصادي، تعتمد المدينة اعتمادًا كبيرًا على السياحة والحرف اليدوية التقليدية كالسيراميك والنسيج والسجاد حيث توفر فرص عمل مهمة لسكانها. بالإضافة لذلك، تساهم زراعة النخيل وبساتين الفاكهة وأنشطة الرعي في دعم الاقتصاد المحلي أيضاً.
وفي المجال التعليمي، تضم محافظة كربلاء العديد من الجامعات والمعاهد العلمية التي تستقطب الطلبة ليس فقط محليا ولكن أيضا دولياً. فيما يتعلق بالجانب الصحي، هناك مستشفيات عامة متخصصة تقدم خدمات طبية متنوعة للسكان وللسائحين كذلك.
إن فهم خصائص السكان وكيفية تأثير عوامل التاريخ والجغرافيا والثقافة عليه أمر ضروري لفهم طبيعة المجتمع واستقراره وتطوره المستقبلي في كربلاء العزيزة.