- صاحب المنشور: وديع بن شقرون
ملخص النقاش:في عصرنا الحالي الذي تتزايد فيه وتيرة تطورات التكنولوجيا بسرعة مذهلة، يبرز تأثيرها الواسع الانتشار ليس فقط على جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية، بل أيضاً على المجال التعليمي والقيمي. هذه الظاهرة ليست محصورة بأثر سلبي أو إيجابي فحسب؛ إذ يمكن أن تكون ذات وجوه متعددة تعتمد أساساً على كيفية استخدام الأفراد لهذه الأدوات الحديثة وكيف يتم توجيههم لاستعمالها بطرق تعزز قيمهم وقيم المجتمع المحلي والدولي.
من أهم التأثيرات التي تتركها التكنولوجيا هي التحول نحو التعلم الإلكتروني والتعليم غير الرسمي عبر الإنترنت. هذا النوع الجديد من التعلم له مميزاته مثل الوصول إلى كم هائل من المعلومات والمعرفة العالمية بمجرد نقرة زر واحدة، بالإضافة لإمكانية التدريب والتعلم الذاتي حسب الوتيرة الفردية للطالب. لكن هناك جانب آخر مظلم لهذا الأمر وهو فقدان بعض القيم التربوية التقليدية المرتبطة بالأنشطة الصفية والجماعية والتفاعلات الإنسانية المباشرة بين الطلاب وأساتذتهم. قد يؤدي الانغماس الزائد في الأجهزة الرقمية أيضًا إلى اختلال توازن الوقت بين الدراسة والممارسة اليومية الأخرى مما يؤثر على الصحة العامة والعلاقات الشخصية.
دور الأسرة والمدرسة
يلعب كلٌّ من الأسرة والمدرسة دوراً حاسماً في إدارة واستخدام آليات التكنولوجيا بفعالية لتعزيز القيم والقواعد الأخلاقية لدى الأطفال والشباب. يجب تشجيع الاستفادة المثلى من وسائل الإعلام الجديدة كأداة تعليمية مفيدة مع فرض الضوابط اللازمة لتجنب الآثار الجانبية المحتملة. إن نشر الوعي حول المخاطر المتعلقة باستخدام الإنترنت، خاصة فيما يتعلق بالتواصل الاجتماعي والأمان الشخصي، يعد جزءًا حيويًا من استراتيجية تربوية فعالة.
بالإضافة لذلك، فإن دمج المناهج الدراسية التقليدية بالمحتوى الحديث المتاح عبر الشبكة العنكبوتية يسمح بتقديم تجارب تعلم متنوعة ومثيرة للاهتمام تستند للقيم الأصيلة للمسلمين وتعزز مهارات البحث والاستقصاء لديهم. وفي المنزل، بإمكان الأمهات والأباء مراقبة محتوى مواقع الإنترنت التي يستخدمها أبناءهم وضمان عدم تعرضهم لمواد تضر بعقيدتهم وأخلاقياتهم.
الخاتمة
بشكل عام، يحمل تأثير التكنولوجيا على القيم التربوية فرصًا عظيمة ومخاطر كبيرة في نفس الوقت. ولذلك ينصب تركيز الجهد المشترك للعائلات والمؤسسات الأكاديمية على تحقيق توازن مستدام يدعم تعليم الشباب ويحفز نموهم الروحي والفكري ضمن حدود الدين الإسلامي والقيم الثقافية الراسخة.