تقع جزر فارو، وهي منطقة حكم ذاتي تابعة للمملكة الدنماركية، في قلب بحر الشمال بين اسكتلندا وأيسلندا والنرويج، تشكل هذه الجزر التي يصل مجموعها إلى 18 جزيرة مزيجاً فريداً من الطبيعة الفاتنة والحياة التقليدية الغنية بالتقاليد الثقافية والشعبية. تتمتع جزر فارو بموقع استراتيجي يجعلها مركز جذب للسياح الباحثين عن تجارب طبيعية وحضرية مميزة.
تمتلئ أرض هذه الجزيرة بالوديان الخصبة والمروج الخضراء الصامتة والصخور الحادة والجبال المغطاة بالثلوج طوال العام تقريباً. تعد غاباتها المطيرة وجداول المياه المتدفقة والأنهار الجليدية النائية بعض المعالم الطبيعية الرائعة التي تستحق الزيارة. بينما الواقع تحت البحر يشهد على تنوع الحياة البحرية - بما فيها الفقمة ومجموعة متنوعة من الطيور البحرية وغيرها من أنواع الحياة البرية القيمة.
الجانب الثقافي لجزر فارو مثير للإعجاب أيضاً، فهو يعكس التاريخ القديم والمعاصر بشكل متوازن رائع. الفنون المحلية مثل الرقص الشعبي الشعبي "Reiðaskeggjar" والموسيقى الفلكورية جزء أساسي مما يجعل زيارة جزر فارو مليئة بالإثارة والإستمتاع. اللغة الفارويه هي لغة جرمانية قديمة تستخدم لأول مرة منذ حوالي ألف عام وهي واحدة من أكثر اللغات ندرة وشدة تحدياً للتعلم حول العالم.
بالإضافة لكل ذلك تأتي الأطعمة التقليدية مثل لحوم البط المشوي وفطائر الراعي وخبز الخميرة الشهير للاستمتاع بها أثناء زيارتكم لهذه الجزر الجميلة. تضمن بيوت الضيافة الصغيرة والفنادق العائلية إقامة مريحة مع لمسة محلية حقيقية تضيف المزيد للحس الرحلات الاستكشافية. يمكن اعتبار مطاعم المدينة مكانا رائعا لتذوق المأكولات المحلية واستنشاق الروائح المنبعثة منها والتي تتراوح ما بين اللحوم البحرية الطازجة والكاري المالح المخبوز بشكل مميز.
أخيراً وليس آخراً، تعبر مدن جزر فارو بأسلوب حياة فريد خاص بها؛ كل مدينة تحمل بصمة تاريخها الخاص ولكن جميعها ترتسم خلف قماش خلفي واحد هو الجمال الطبيعي والتقاليد القديمة القديمة. يستطيع المرء التنقل عبر شوارع المدن الصغيرة وسط المناظر الطبيعية الخلابة انطلاقاً من العاصمة ثورهوفن السياحية الشعبية وحتى المناطق الريفية الأكثر عزلة كجزيرة سيتيوان الواقعة جنوب شرق مجموعة الجزر الرئيسية. حتى داخل كل قرية ومكان صغير سوف تجد كنوز مخبأة - سواء كانت مساجد خشبية قديمة أو مناطق للتخييم رائعة التصميم. إنها حقاً إحدى أجمل أماكن الأرض التي تشاهدها العين البشرية وتجد نفسها أمامها بلا كلام إلا للإعجاب!
