تقع مدينتا المدينة المنورة وتبوك ضمن الحدود الجغرافية للمملكة العربية السعودية، حيث تبعد الأولى - والتي تُعرف أيضاً بطيبة الطيبة - حوالي 623.1 كيلومتراً غرب العاصمة الرياض، بينما تشغل الأخيرة موقعاً شمالي البلاد عند تقاطع حدودها مع مصر. تنتمي كلٌّ من هذه المدن التاريخية الهامة لأحد أهم مناطق المملكة الإدارية الأربع عشرة، وهي المنطقة الشمالية للرياض والمنطقة العليا لتبوك على الترتيب.
تتألف الرحلة البرية بين هذين الموقعين الفريدين من نوعهما من امتداد طريق طويل يبلغ طوله نحو ست ساعات وأربع وثلاثون دقيقة، مما يعكس مدى اتساع رقعة الأرض الواقعة تحت مظلة الدولة ذات نظام الحكم الملكي المطلق. تمثل المسافات الشاسعة جزء أساسي من هويتَيْن ثقافتَين عميقَتي الجذور أحدهما يتميز بمزاراته الروحية العديدة مثل المسجد النبوي ومعالم تاريخيه الأخرى كالقبريْن الشهيرين جبل أحد ومنطقة البقيع المقبرية الضخمة فضلاً عن مسجد صغير يدعى مسجد قباء والذي يعرف بأنه أول مكان بني خصيصا لدين الإسلام منذ القدم. أما الجانب الآخر فهو أكثر تحضرا واستقرارا يضم عدداً ليس بالقليل من مراكز التسوق الحديثة وكذلك محمية طبيعية معروفة בשם حديقة "أمواج". بالإضافة لذلك هنالك العديد من المعالم الثقافية والمعارض المحلية المنتشرة بالكل المؤكد حول مركزي تجمع السكان الرئيسيين وهما مركز "الأمير سلطان" الثقافي الشهير ومجمَّع سنتِر تسوّقي ضخم يُطلق عليه اسم "سنابل مال".
وتشتهر تبوك بانفتاحها الاقتصادي المتنوع إذ تتضمن قطاعات زراعية متنوعة بدءًا بزراعة النباتات العطرية وانتهاء بإنتاج المواد الغذائية المختلفة بما فيها الفواكه والحبوب وغلات المواشي والدجاج وغيرها كثير جنباً الى جنب مع مرافق تصنيعات أساسية مهمّة وبنية تحتية متطورة تضاهي تلك الخاصة بالمراكز الأكبر حجماً داخل حدود الوطن العربي الكبير. علاوة علي ذلك فإن لهذه المدينة جذور عميقة تعود الي حقبات قديمة للغاية تجسدت في الآثار القديمه منها قلعه مشيده خلال القرن الخامس عشر الميلادي اثناء حكم السلطان العثماني موسى خان وقد شهد هذا التحفة الهندسية تغييرات كبيرة لاحقا أثناء فترة ولايه خليفته وخليفه ابنه فيما بعد محمد رابع. كما تستضيف محافظة تبوك أيضاً مواقع مقدسة وفق ما جاء بالسيرة الذاتيه للنبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فقد كانت مصيف موثق لها بصفحات التاريخ الاسلامي وذلك عندما وقع اختياره –صلوات ربي واسلام رسالة تقدمه–علي عين مياه نقيه نسبتها اليه عرف باسم العين السكري واستخدم عطايا سيلا مباركا لغرض المياه لحشد القوات لحملة عسكرية هامه ضد الفرس تسمى بغزو توباك للحفاظ علی سلامیه المنطقة واحده اخرى تحمل شان ساندا خاص وهو مسجد التوبه .
وفي المجمل فان رؤيتنا العامة لما سيجذب انتباه الزائرهاتظاهر إمكانيات لا تحصى لدى البلدتان لعرض موروث حضاري أثري ثري يغذي اهتمامات المهتمين بالتاريخ والتراث العالمي وسط تناغم واضح لبروز مكامن قوة اقتصاديتي مهامتان تربطهما رابط ودائي عميق يكمن خلف سطور قصتهما المشتركات التي تمتد لمسافرين يقصدون وجهتهم النهائية سواء كانوا رحّل دروب أرضهم الام أو قادمين إليها قادمين إليها فالاثنتان توفران للإنسانية فرصة فريدة لاستكشاف جمال التصميم العمراني التقليدي والعادات الشعبية المثمرة حتى يومنا الحالي.