مدينة الشمس في لبنان: بعلبك ومجد التاريخ والثقافة

التعليقات · 1 مشاهدات

بعلبك، التي تُلقب بـ "مدينة الشمس"، تتميز بتاريخ غني ومتنوع يعود جذوره إلى القدم. تعود نشأة هذه المدينة القديمة إلى حقبة الفينيقيين، الذين أسسوا معبده

بعلبك، التي تُلقب بـ "مدينة الشمس"، تتميز بتاريخ غني ومتنوع يعود جذوره إلى القدم. تعود نشأة هذه المدينة القديمة إلى حقبة الفينيقيين، الذين أسسوا معبدهم الكبير للإله "بعل". اسم المدينة نفسه مشتق من كلمتين: "بعل" وتعني الله أو الآلهة، و"بك" والتي تحمل دلالة المكان المقدس. وبالتالي فإن الاسم يشير إلى "مدينة الإله بعل المقدسة".

بعد الفتح اليوناني لسوريا، أصبحت بعلبك جزءًا من المملكة البطلمية المصرية. استمرت المدينة في تغيير أيديها بين مختلف القوى السياسية عبر القرون. فعلى سبيل المثال، اكتسبتها سلوقيدات أنطاكوس الثالث في عام ٢٠٠ ق.م، لتتبنى فيما بعد الثقافة الرومانية عندما سيطرت عليها روما في العام ٦٤ ق.م. ولعبت دورًا مهمًا كمقصد رئيسي للعادات الدينية الوثنية خلال الحكم الروماني المتأخر.

في الحقبة الرومانية، تلقت بعلبك مكافأتها باعتبارها محافظة خاصة أثناء فترة حكم الإمبراطور أغسطس. وسارت الحياة اليومية لأهل المنطقة وفق طابع حضري متنوع يؤكد ثراء تلك الفترة. لاحقًا، انتقلت المحافظة للحكم البيزنطي والعربي، وصولاً لعصر الاستعمار الفرنسي وحكومة لبنان المستقلة حاليًا.

وفي العصر الحديث، تعتبر بعلبك مركزًا ثقافيًا حيويًا في منطقة البقاع الخصبة بإنتاجاتها الزراعية وفيرة الموارد الطبيعية. تساهم السياحة بنشاط اقتصادي هائل بسبب موقعها الأثري الرائع والذي يحتضن مجموعة فريدة من النصب التذكاري للدولة الرومانية - مثل مبنى أخيل (معبد باخوس)، وعقل المشتري (معبد جوبيتر)، والمعبد الحبري للسيدة فينوس. ولا يمكن نسيان المسرح العالمي الشهير بمهرجان بعلبك الدولي السنوي الذي يستقطب أعمال الموسيقى والتمثيل الراسخة عالميًا كل موسم صيفي.

التعليقات