تقع مدينة طنجة الرائعة شمال المملكة المغربية، عند ملتقى البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، مما يجعلها رمزًا رئيسيًا للحضارات المختلفة عبر التاريخ. بتعداد سكان يفوق مليون ساكن، تعتبر طنجة إحدى أهم مراكز الاقتصاد والتبادل الثقافي في البلاد. هذا الموقع الاستراتيجي جعل منها شريطًا حيويًا للأحداث السياسية والعسكرية عبر القرون، وهو ما تجسد بدوره في ثراء تراثها المعماري والعمراني.
تشهد الطابع العمراني الفريد لطنجة صدىً عميقًا لأجيال مختلفة من المهندسين المعماريين الذين تركوا بصمات واضحة. يُبرز "القصر الأحمر"، أو قصر القصبة، تصميماته الهندسية الأصلية منذ القرن الثامن عشر، عندما أمر الباشا علي أحمد بإعادة تشكيل المنطقة المحصنة سابقًا والتي كانت تحت الاحتلال الأوروبي. اليوم، يعدّ القصر المتحف الرئيسي للفنون الشعبية وعلم الآثار بطنجة.
وفي قلب المدينة القديمة، يحمل جامع الكبير دلائل باعتباره أحد أشهر المعابد الإسلامية في المغرب. بدأ تشييده بداية العصور الحديثة قبل أن ينمو ويتطور بشكل كبير أثناء الحقبة العلوية. يتميز الجامع بزخارفه الداخلية الجميلة المصنوعة من الفسيفساء والنحت والديكورات الخشبية المكتوبة. أما مسجد عيساوة وجامع القصبة فيضيفان لمسة خاصة إلى المشهد الديني للمدينة، كل منهما مرتبط بفترة توسعية محلية مميزة.
وتشير خانقة السفارة الأمريكية -التي كانت موطن للقنصليات منذ عقود طويلة- الآن إلى أنها وجهة جديدة للسائحين الراغبين في التعرف أكثر على الفن الحديث بالمغرب. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود كنيسة اسبانيا يجسد التقارب الروحي بين الدين المسيحي والحياة الاجتماعية بطنجة خلال تلك السنوات الأولى للاستقلال.
وعلى الرغم من مرور الوقت واختلاف الظروف الخارجية المؤثرة عليه، فقد حافظ فندق Continental على مكانه كمصدر للإبهار معماريًا وفنيًا. مزيجه الخاص بين التصميم الأوروبي والهندسة الشرقية يعكس روح طنجة المتفردة كمحطة ثقافية عالمية فريدة حقًا. إن رحلة اكتشاف هذه المواقع ليست مجرد جولة سياحية، ولكنها خطوة نحو فهم أغوار تاريخ وثقافة مدينة طنجة العريقة.