مدينة تقرت: قلب الصحراء الزاهر في ولاية ورقلة

التعليقات · 2 مشاهدات

تقع مدينة تقرت، تلك الكنز النادر في صحاري الجزائر، ضمن حدود ولاية ورقلة جنوب شرقي البلاد. ترتبط هذه المدينة التاريخية إداريًا وديمغرافياً بدائرة ورقلة

تقع مدينة تقرت، تلك الكنز النادر في صحاري الجزائر، ضمن حدود ولاية ورقلة جنوب شرقي البلاد. ترتبط هذه المدينة التاريخية إداريًا وديمغرافياً بدائرة ورقلة، وتحديدًا عند التقاطع بين خط الطول 6.0666 درجة شرق غرينتش والدائرة الموازية الشمالية بمقدار 33.1000 درجة. تضمّ الأرض هنا مساحة واسعة تصل لحوالي ٢١٦ كلم مربع، مرتفعة فوق مستوى سطح البحر بحوالي ٨٠ متر. تشكل موقعها الاستراتيجي جعل منها محطة هامة للتجارة والحج عبر العصور المختلفة.

تعود جذور تقرت إلى القدم، حيث ترجع نشأتها لأصول قديمة تعود للعهد النوميدي القديم، تحديداً للقرن الرابع الميلادي. ولعب دخول العرب والإسلام دورا محوريا بتشكيل هويتها الثقافية والمعمارية لاحقا. فقد شهدت ضفاف نهر ورقل جولات تجارية وزيارات دينية مهمة بوساطة القافلات التي تمر بها انطلاقاً نحو المغرب العربي وأوروبا. خلال الحقبات الإسلامية المتدرجة -مثل عهد الدولة الرستمية والحفصية– ظلت مركز حضاري نابض بالحياة. أثّر الحكم التركي عليها لفترة وجيزة (من ١٤١٤ حتى ١٨٥٤) ثم جاء دور فرنسا للاستعمار الذي دام قرابة قرن كامل منذ عام ١٨٥٤ حتى العام ذاته للنضال الثوري المناوئ للاستعمار العالمي: ستينيات القرن الماضي.

ويضيف التنوع السكاني جمالاً ثقافيًا مميزًا لهذه المنطقة الخلابة، فالبلدان المحلية تنقسم لغويًّا ما بين المنطقين بالعربية والأمازيغية بكل مناحيهما الروحية والعصرية المعاصرة. اقتصادياً، تعتمد الحياة اليومية لتقرت اعتمادًا كبيرًا على قطاع النفط والغاز الغنية بهم تربتها الصحراوية كذلك تطورت زراعة نخيل البلح بشكل ملحوظ مما أهلها لأن تندرج أيضًا تحت تصنيف المدن المنتجة للأغذية الأساسية مثل تمور بلح بورناني الشهيرة عالميًا وحدائق الحمضيات المطلة على سهل ورقلة الأخضر خصوبة وكثبان رملية ذات روعة ساحرة تغطي vast areas of southern Algeria's landscape.

ومن الناحية الدرامية الجميلة، تحافظ قرى "مستوت" القديمة وثغر بوابة مدخل الولاية الخارجي والذي يعبر عنه بتاريخ طويل مضطرب لكن موحد بوحدانية الهوية المغربية/العروبية المشتركة مع ملامح الصحراء البربرية الأصلية وتعكس ذلك واضحا في شارع السلطانة صفية وملكية مورس الكبير وسيدات عصر ذهبي كانوا يعرفونه باسم زناتة كما يمكن رؤية اثر تأثيرهم البيزنطي المسيوني بزيارة مدرسة باب الزاوية والخلوة الخاصة بإمام محمد بن الشيخ عبد الله الرحماني مؤسس التصوف السوفي السياسي حول العالم الاسلامي آنذاك... كل هذه عوامل تساهم جعل المكان وجهة مثالية للسائح المهتم بالسفر عبر الزمان والمكان والاستمتاع بالأثر الإنساني العريق وسط واحة حياة طبيعية نادرة!

التعليقات