تُعدّ مدينة عبري، الواقعة ضمن ولاية عبري في محافظة الظاهرة بسلطنة عُمان، جوهرة بارزة تشد الرحال إليها. تقع المدينة بشكل استراتيجي في سفوح جبل الحجر الغربي، مما يعطيها رونقًا مميزًا ويسهل التواصل بين مختلف مناطق شبه الجزيرة العربية. تبعد عبري حوالي ٢٧٩ كم فقط عن العاصمة، مسقط. هذا الموقع الخاص جعل منها محور طرائق تجارية تاريخية وعناصر جذب سياحي حديث. تغطي حدودها رقعة جغرافية واسعة، لتضم جغرافياً كلٌّ من ولايات هيماء وبَهْلَة وأَدَم والحِمراء والخَابوُرة ويَنْعَل وصَحم وضِنْك والبريمِي بالإضافة لإمارات مجاورة مثل دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة المملكة العربية السعودية.
تحمل ولاية عبري مكانة هامة كمركز إقليمي لمحافظة الظاهرة، التي تعتبر واحة غنية بالتراث الطبيعي والثقافي الخصب. ففي حين تتألف معظم أراضي المحافظة من سهول شبه قاحلة تمتد جنوباً باتجاه صحراء الرّبع الخالي، فإن المرتفعات الغربية بجبال هجر تحمي حقلاً خصباً للسكان والمنتاجات الزراعية بما فيها المواشي والنباتات ذات الأصل الأفريقي الجميل.
أما بالنسبة لأسماء المدن فقد جاء اسم "عبري" نتيجة عدة روايات جذابة؛ إذ يُعتقد أنها عملت كنقطة انطلاق رئيسية لقوافل التجارة القديمة الرابطة بين شرق البلاد وغربها وجنوبها شماله مروراً ووادي الحواسنة الشهير. ويشاع أيضاً أن توسع مساحة الأرض وكان طول المسار الذي تحتاجه عربات النقل التقليدية قد أدى للإشارة إليها باسم "ما عبر"، مؤشرًا على مدى الرحلات الطويلة اللازمة لعبور تلك البقعة الشاسعة.
وعلى الرغم من ذلك فهي اليوم نقطة تجمع للتراث العمراني العريق باعتبار حصن عبري المركزي أحد أهم معالمها الملفتة للأنظار والذي تم ترميمه بعناية بحسب تعليمات وزارتي الثقافة والتراث الأخيرتين حفاظاً عليه كتذكير حي بتاريخ السلطنة. كذلك تكرم قلعة السليف المهيبة بصنعها الفذ تحت حكم السلطان سلطان بن سيف اليعربي سنة ١١٣٨ ميلادية وما يحيط بها من تحصينات أخريات كالعينين والعراق وأبوكسي الأسود والمعمور وبيت العود وغيرهما.
إن رحلتك إلى عبري ستكون مغامرة مليئة بالأبحاث العلمية والخيرات البيئية والاستقبال الدافئ للأهل هناك وتعرف عميقاً بكل جوانب ثقافة عُمان المحلية الأصيلة.