مدينة الريصاني: جوهرة تاريخية مغربية تحتضن تراثًا أصيلًا وثراء ثقافيًا

التعليقات · 2 مشاهدات

مدينة الريصاني، الواقعة جنوب شرق المغرب، تعد نقطة جذب رئيسية لعشاق التراث والآثار التاريخية. تتبع الإقليم الراشدية وتُعتبر مدخلا مهما للدولة العلوية ا

مدينة الريصاني، الواقعة جنوب شرق المغرب، تعد نقطة جذب رئيسية لعشاق التراث والآثار التاريخية. تتبع الإقليم الراشدية وتُعتبر مدخلا مهما للدولة العلوية الشريفة. تضم المدينة مجموعة متنوعة من المعالم الثقافية والدينية الهامة، بما في ذلك ضريحَيْ المولى علي الشريف والحسن الداخل اللذَين يجذبَا السياح محليًّا ودوليًّا بشكليهما الفريد وهندستهما الرائعة. تشهد الهندسة المعمارية للقصور المنتشرة عبر المدينة على براعة الفن والفكر الشعبي، ومعظمها يعود لأصول الفيلالية.

كما تمتاز الريصاني بتنوع لغتها وثقافتها؛ إذ تعكس مجتمعاتها المتماسكة اندماج السكان الأمازيغ والعرب الفيلاليين بجوار مجموعات أخرى أصغر حجما كالمنيعيين والعربات الذين رغم اختلاف طقوسهم للعرب الفيلالي فإنهم جميعًا يستعملون اللهجة العامية العربية.

على الرغم من الاعتماد التقليدي لاقتصاد الريصاني على الزراعة - خاصة نخيل التمر الذي أصبح مهددا حاليًا نتيجة ظاهرة "الببيض" والجفاف المستمر - إلا أن قطاعات جديدة بدأت تلعب دورا أكثر بروزا خلال العقود الأخيرة مثل التجارة والسياحة الناشئة التي تقدرها قربه جغرافيا لمراكز حضرية أقرب كمرزوقة مثلا حيث يقوم السوق الأسبوعي الثلاث مرات الأسبوع باستقطاب المشترين بكثافة مما يساهم بصورة مباشرة لصالح الاقتصاد المحلي.

وبالتالي يمكن وصف مدينة الريصاني بأنها رمز حي للحياة اليومية المغربية القديمة فيما تحافظ أيضًا بنفس الوقت على زخم مستقبلي متجدد سواء بالنسبة للسياح الخارجين أو حتى للأهل المقيمين بها نفسها وذلك بفضل غنى بيئتها البيئية وحضور مؤثر لتاريخها الطويل المدى وذلك مرده لكل تلك عوامل التنوع الحيوي.

التعليقات