تتربع مدينة بومباي، العاصمة الاقتصادية للهند، شامخة فوق أجراف ساحلها الغربي الرائع المطلة مباشرة على مياه المحيط الهندي المتلألئة. وبموقعها الفلكي الفريد عند دوائر عرض 18.9 درجة شمال خط الاستواء ودائرة خطوط الطول 72.8 شرق غرينتش، تستحق "بومباي" لقب "بوابة الهند". تمت تسميتها أيضًا باسم "مدينة الأحلام"، نظرًا لكيف أنها تجمع بين الماضي المجيد مع مستقبل مشرق.
هذه المدينة المحورية التي تغمرها الشمس، والتي تضم حاليًا أكثر من 12,478,447 نسمة حسب آخر تعداد للسكان في العام 2011، تعكس تنوع ثقافي مذهل يعكس تاريخها المضطرب ولكن المثير للإعجاب. فالآريون الوافدون من المرتفعات الشمالية، والأوروبيون والعرب وغيرهم ممن اتخذوا المدينة موطنهم عبر القرون، كل ذلك ترك بصمة واضحة على بنيتها الحضرية وسكانها المتنوعين دينيا وثقافيا ولغويا.
وتعد الهندوسية الدين السائد هنا لكن وجود الأقليات الدينية الأخرى -مثل اليهود، والبوذيين، والمسلمين، والسيخ، والمسيحيين بالإضافة لتلك المنتمية للأديان الأصلية القديمة والمعاصرة- يدلل على حرية عبادة روحانية نادرة. أما بالنسبة للغتها فهي تعددت؛ فهناك المراثية الأكثر انتشارا جنباً إلى جانب مع الانجليزية والصينية والعربية وغيرها الكثير مما ينتج عنه مجتمع حيوي نابض بالحياة يجسد جوهر الثقافة الهندية المتغيرة باستمرار.
ومن الواضح أنه ليس فقط التاريخ والثقافة هما ما يجعل من "بومباي" وجهة أساسية لكل زائر يستمتع بتجاربه الجديدة؛ بل أيضا لمواقعها الشهيرة -كالنافورة الشامخة المعروفة باسم "بوابة الهند"- والتي تقف كتذكير باعتلاء الروح الوطنية وجسامة بطولات أبناء الوطن في مختلف الحروب بما فيها تلك التي خاضوها ضد القوات البريطانية خلال الحقبة الاستعمارية. هذا الموقع خاصة توأمته الرئيسية برج راجاباي هما مشهد شهير للغاية ولا يخلو منه دليل سفر محترف حول مناطق الجذب السياحي في المنطقة.
ولا يمكن تجاهل دور متحفي الفن الحديثة وأقدم المباني التاريخية في تمثيل تراث عالم الأمراء القدماء وحكايات التجار الثريين السابقين لهذه الأرض الزاخرة بالتاريخ العريق. وفي حين ترسم الحدائق الخضراء المنتشرة بالعاصمة خلفية طبيعية خلابة أمام عروض حياة الحياة البرية البرية البرلمانات التشريعية المحلية فإن شواطئها العامة مثل شوپاتي وجوهوو تعتبر متنفس مناسب لسكان المدينة المحبين للاسترخاء والاستجمام تحت أشعة الشمس الدافئة طوال العام.
وفي نهاية اليوم عندما تبدأ السماء بالإضاء باللون الأحمر الناعم قبل النوم الطبيعي للعاصمة الليل، تتراقص ظلال المساجد الجميلة والمباني الإسلامية ذات الخط العربي الأنيق كقطرات ندى رقيقة وسط الضوء الرمادي الخلاب قبل انحساره تمامًا ليبقي معالم مضيئة أخرى تحكي قصة مدى تأثير الإسلام والتراث الشرق الأوسط الكبير بشكل خاص على الشخصية المتنامية لبombay العمرانية الفريدة من نوعها حتى يومنا الحالي!