مدينة الخرطوم: العاصمة النابضة بالحياة في السودان بين التاريخ والثقافة والسياحة

التعليقات · 0 مشاهدات

مدينة الخرطوم، الواقعة شمال شرق قلب السودان، ليست مجرد مركز إداري للبلاد فحسب، بل أيضًا بوابة نحو تاريخ غني وحاضر نابض بالحياة. تغطي مساحة واسعة تبلغ

مدينة الخرطوم، الواقعة شمال شرق قلب السودان، ليست مجرد مركز إداري للبلاد فحسب، بل أيضًا بوابة نحو تاريخ غني وحاضر نابض بالحياة. تغطي مساحة واسعة تبلغ حوالي 28,165 كيلومتراً مربعاً، وتقع عند ملتقى نهري النيل الأبيض والأزرق - وهو المنظر الرائع الذي ربما يفسر اسم المدينة "الخرطوم"، والذي يعكس الشكل المنحني لنقطة التلاقى.

هذه المدينة البديعة تستحق مكانتها المشرفة وسط مدن إفريقيا، حيث تتصدر المرتبة السادسة من حيث تعداد السكان المؤكد بحوالي 2,682,431 نسمة. وبفضل كونها عاصمة للسودان منذ بداية القرن التاسع عشر أثناء توسعات الحكم العثماني، فقد شهدت تطوراً عمرانياً راسخ القدم، مما جعلها واحة ثقافية ومعروفة عالمياً.

تمثل طبيعتها الجغرافية جزءاً أساسياً من هوية الخرطوم؛ فهي تمتاز بتضاريس سهلية مستوية ترتفع عن مستوى سطح البحر بما يقارب 382 متراً. بينما المناخ هنا صحراوي بشكل عام، إلا أنه هناك فصل ممطر قصير نسبياً يستمر لساعتين فقط كل شهر يوليو وأغسطس حين تسجل معدلات الأمطار أقل قليلاً من ١٥٥ ملم سنوياً. هذا بالإضافة إلى الظاهرة الفريدة للهبوب - العاصفة الرملية القوية الناجمة عن الرياح الشرقية الاستوائية والتي تمر عبر البلاد عبر الخرطوم.

تعكس الخرطوم ثرائها الثقافي عبر مجموعة متنوّعة ومذهلة للمتاحف والمعارض التي تحكي قصة الشعب والتاريخ والتراث السوداني الغني. متحفيْ الوطنية والتاريخ الطبيعي هما وجهتان رائعتان لاستكشاف الأنواع المحنطة والحياة البرية الأصلية لحوض النيل وجبال كردفان. أما بالنسبة للأعمال الفنية التشويقية، فتقدم متحفات القصر والإثنوغرافيا عرضاً شاملاً لفنانين سودانيين بارزين وأعمالهم الفنية الزيتية الملونة. ولا ننسى المسرح الوطني الشهير الذي يعد أحد أشهر المواقع لإقامة الاحتفالات والمهرجانات الثقافية السنوية.

تجذب مواقع الآثار التركية القديمة مثل الكباب الكبير بالسوق العربي العديد ممن يهتمون بالتاريخ القديم ودور تركيا السياسي السابق في السودان إضافة لرؤية الهندسة المعمارية التقليدية الجميلة المصنوعة من الطوب الأحمر والطوب اللبن. كذلك توفر المنطقة التجارية المزدحمة فرصة مشاهدة الحياة اليومية للسكان المحليين وهم يقومون بالأعمال اليدوية المختلفة والبضائع الخاصة بهم ابتداءً من التحف الخشبية المنتجة يدوياً حتى منتجات الجلد الطبيعية المتوفرة بكثرة لدى بائعين عديدين حول المنطقة .

وفي النهاية، تعد المدينة ملاذاً رائعاً لعشاق الفنون والحضارة مؤمنين بأن الصورة المرئية تكشف حقائق لم يكن بوسع الكتاب سرد تفاصيل عنها أبداً !

التعليقات