- صاحب المنشور: حامد البكري
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي، أصبح التوازن بين العمل والصحة العقلية مسألة حاسمة. مع ازدياد الضغوط الوظيفية والتكنولوجيا التي غالباً ما تجعل الخط الفاصل بين الحياة الشخصية والمهنية ضبابياً، يجد العديد من الأفراد أنفسهم يكافحون للحفاظ على صحتهم العقلية. هذا المقال يستكشف هذه القضية ويقدم بعض الاستراتيجيات لمساعدة الناس على تحقيق توازن أفضل.
فهم الصلة بين العمل والصحة النفسية
العمل يمكن أن يكون مصدر للإجهاد إذا لم يتم التعامل معه بطريقة فعالة. الأعباء الزائدة، ساعات العمل الطويلة، عدم وجود دعم كافي أو بيئة عمل غير داعمة كلها عوامل قد تساهم في تدهور الصحة النفسية. بحسب دراسة نشرتها جمعية علم نفس العمل والنظم التنظيمية الأمريكية، فإن حوالي ثلث موظفي الولايات المتحدة يعانون من مستويات عالية من الإجهاد المرتبط بالوظيفة والذي يؤثر سلباً على صحتهم العامة وصنع القرار [1].
الآثار السلبية للضغط النفسي من العمل
الإجهاد المستمر المتعلق بالعمل يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية النفسية والعاطفية والجسدية أيضاً. الأعراض الأكثر شيوعاً تشمل الاكتئاب، القلق، اضطراب ما بعد الصدمة، والأرق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتطور الإرهاق المهني - وهو حالة صحية مزمنة بسبب تعريض الشخص الدائم لضغوط وظيفية كبيرة – مما يؤدي إلى الشعور بالإعياء الجسدي والعاطفي والفكري [2].
بناء استراتيجيات لتحقيق التوازن
لحسن الحظ، هناك خطوات يمكن للموظفين اتخاذها لاستعادة سيطرتهم وتحسين صحتِهمِ العقليّةِ أثناء عملهم. هنا بعض الأمثلة:
تحديد الحدود
تعلم كيفية قول "لا" عندما تحتاج لذلك. حدد توقعات واضحة بشأن وقت العمل الخاص بك وأوقات الراحة خارج نطاق الخدمة لتجنب التدخلات غير الضرورية خلال أوقات فراغك. قم بتخصيص فترات زمنية محددة لكل مهمة حتى تتمكن من التركيز بشكل فعال والحصول على فترات راحة منتظمة.
الرعاية الذاتية
إنشاء روتين يومي يشجع الروحانية والاسترخاء مثل التأمل أو اليوجا أو مجرد قضاء الوقت في الطبيعة. تناول طعامًا صحيًا وممارسة الرياضة بانتظام لتخفيف التوتر وتعزيز الطاقة الذهنية الجيدة. إن الاعتناء بجسمك وعقلك يسهم بشكل كبير في تحسين حالتك النفسية.
التواصل مع زملائك ورؤسائك
إذا كنت تشعر بأن عبء العمل كبير للغاية أو البيئة العملية سامة، فاستشر مدير قسم الموارد البشرية أو أحد المعالجين المحترفين داخل الشركة للحصول على المساعدة والدعم. حافظ أيضًا على شبكة اجتماعية خارجية للتحدث حول مخاوفك والحصول على منظور مختلف للأمور بعيدًا عن مكان عملك.
الخلاصة
بالرغم من كون التوازن المثالي أمر صعب المنال دائماً، إلا أنه من الضروري إدراك أهميته واتخاذه هدفًا رئيسيًا لإدارة حياتنا اليومية بصورة أكثر سعادة وإنتاجية. ومن خلال فهم آثار العمل السلبي المحتملة على الصحة العقلية واستخدام الأدوات المناسبة لتخفيف تلك الآثار، يمكن للموظفين تحقيق حياة مهنية مرضية بينما ينعمون أيضا برفاهية ذهنية مثالية.
[1] American Psychological Association, Work Stress and Its Impact on Health
[2] World Health Organization, Burnout an Ongoing Health Issue