مدينة توزر: جوهرة الصحراء في قلب تونس

التعليقات · 0 مشاهدات

تعتبر مدينة توزر، الواقع في غرب وسط تونس، واحدة من أجمل المدن السياحية في البلاد. تأسست هذه المدينة التاريخية كحصن عسكري في القرن الخامس الميلادي، وأص

تعتبر مدينة توزر، الواقع في غرب وسط تونس، واحدة من أجمل المدن السياحية في البلاد. تأسست هذه المدينة التاريخية كحصن عسكري في القرن الخامس الميلادي، وأصبحت فيما بعد مركزاً هاماً للتجارة والتبادل الثقافي عبر القرون. تتمتع توزر بموقع استراتيجي مميز في منطقة النخلة الغنية بجمال طبيعتها الخلاب وبساتين النخيل. إنها كالبوابة الشرقية للصحراء، مفصولة بين مناطق شط الجريد وشط الغرسة. تزخر مدينة توزر بتاريخ عميق ومعمار ساحر يعكس تراثها العربي الإسلامي.

تشكل البيئة الصحراوية المحلية جزءاً أساسياً من هويتها، مما منحها ملامح فريدة تميزها عن غيرها من مدن المغرب العربي. تتميز بنسيج عمراني بسيط ولكنه جميل ومبتكر باستخدام الطوب اللبن الذي تحتويه تربتها الرملية، خاصة في القسم القديم للمدينة والذي يرجع تاريخ بعض أبنيته إلى القرن الرابع عشر ميلادي. إن التجول داخل أحيائها الضيقة يشبه التنقل عبر متاهة جذابة مليئة بالأزقة المتعرجة والأبراج المغاربية التقليدية ذات الأقواس الأنيقة والجدران المدعمة.

لكن جمال توزر لا يكمن فقط في هندستها العمرانية الرائعة؛ بل تتضمن أيضاً عجائب طبيعية مذهلة مثل بحيرة شط الجريد الملحية العملاقة التي تعد الأكبر من نوعها في تونس. تغطي البحيرة مساحة كبيرة قدرها سبعمائة ألف هكتار (حوالي سبعة آلاف كم²) خلال فترة الهطول المطري السنوية القصيرة نسبياً قبل أن يجف معظم سطحها تاركاً طبقة سميكة جداً من الملح البيضاء الناعمة ممتدة لعشرات الكيلومترات. توفر هذه الظاهرة الطبيعية مشهداً خلاباً لسكان المنطقة وزوارها على حد سواء حيث تصبح تضاريسها شديدة الإثارة بصورة مشابهة لما يعرف بالتكوين الأرضي "السيريالي".

بالإضافة لحسن موقع توزر وسحر بيئتها الخارجية فهي أيضًا مصدر جذب ثقافي بارز لتاريخها الغني وثرائها السياحي الهائلين. يعد متحف دار شريط أحد أهم المعالم هنا فهو عبارة عن مبنى رائع سابق كان قصراً ملكيًا يحافظ اليوم على مجموعاته الفريدة المؤلفة بشكل أساسي من التحف المنزلية والخزفيات والزي الشعبي ومنتجات حرف يدوية أخرى فضلاً عن لوحات فنون جميلة تعرض حياة أهل المنطقة حالياً وخلفية تاريخهم كذلك. بينما تبقى واحة حمام الجريد -واقعة شماله مباشرة وعلى مسافة نحو تسعة كيلومترات منها- وجهة رئيسية للسائحين للاسترخاء والاستعانة بغوث الماء الدافىء لجوانب مختلفة للعلاج البدني والعلاج بواسطة مياه الينابيع المعدنية والتي كانت تستخدم بهذا الشكل منذ أيام الدولة الرومانية الأولى آنذاك!

التعليقات