يُعدُّ البحر المتوسط واحداً من أشهر المسطحات المائية وأكثرها جمالاً في العالم، ويضم بين جنباته مجموعة كبيرة ومتنوعة من الجزر التي تتميز بكل منها بطابع خاص وميزات فريدة. عندما نتحدث عن "أكبر جزر البحر المتوسط"، فإننا نستحضر أمام أعيننا مشهداً يجمع ما بين الخلجان الخلابة والشواطئ الرملية البيضاء والمظاهر البركانية الغريبة والتاريخ العريق.
تتصدر جزيرة سردينيا الإيطالية القائمة كأكبر الجزر الموجودة ضمن مياه البحر الأبيض المتوسط، والتي تغطي مساحة ضخمة بلغت حوالي 24,090 كيلومتر مربع. تمتلك هذه الجزيرة سحرًا ساحرًا يستقطب السياح إليها بمواقعها النابضة بالحياة مثل العاصمة كالياري والبحيرات الفيروزية الرائعة والأودية المنبسطة والخارجية المهيبة. تُعتبر سيرنيلا وسابرينا وجالو من أهم المعالم الحيوية لسردينيا أيضًا بسبب الشواطئ البكر والجبال المغطاة بالنباتات الطويلة والحقول الزراعية الواسعة المنتشرة فيها.
أما ثاني أكبر جزر البحر المتوسط فهي كريت اليونانية، والتي تحتل مركز الصدارة كونها موطن العديد من الآثار القديمة والثقافة الفريدة ذات الأصل الهيليني القديم. تحتضن كريت مزيج رائع من تاريخ وثقافات متعددة عبر العصور، بدءاً بالمدينة التاريخية كنوسوس وحتى المناظر الطبيعية الخلابة للقرى التقليدية الصغيرة المطلة على شاطئ خليج ليكونيس الشهير. تشكل المناطق الداخلية للجبل إمثلوس جوهرة طبيعية أخرى لكريت، إذ أنها تحتوي على غطاء أخضر كثيف وغابات صنوبر مورقة تنثر رائحتها الجميلة في كل مكان حولها.
وفي المرتبة الثالثة تأتي كورسيكا الفرنسية، وهي جزيرة صغيرة ولكن ساحرة للغاية تضم تراث ثقافي وتاريخ عريق يعكس التأثير الرومانسي والعصر النهضة الأوروبيين معًا. تمتلئ مدينة باستيا بالمعالم الثقافية المحلية والإنجليزية والفرنسية بالإضافة إلى وجود عدد كبير من المصانع لإنتاج النبيذ والكروم المنتجة له بنفس اسم المدينة. أما ميناء بولونيا فهو أحد أكثر المواقع زيارة للسائحين الراغبين برؤية الجانب البحري للمدينة والاستمتاع بشروق الشمس فوق الماء أثناء تناول الطعام داخل مطاعمها الواجهة مباشرةً للشاطئ. وفي الجزء الجنوبي الشرقي يوجد منتجع سان فلوران ذائع الصيت والذي يجذب الكثير ممن يرغب بالسياحة بسبب موقعه الاستراتيجي وسط قطعة أرض محمية بيئيًا تكاد تكون غير مستغلة حتى الآن تقريبًا مما جعل منها مقصد أول لمن يهتمون بحماية الحياة البرية والنباتات المحلية النادرة جدًا لهذه المنطقة تحديدًا.
وبالانتقال نحو الشرق قليلاً نحو تركيا نجد قبرص التركية، واحدة من أجمل الجزر الثلاث العربية الوحيدة المتواجدة بداخل الحدود السياسية للدول الأعضاء حالياً في الاتحاد الأوروبي. تجسد قلعتا فاماغوستا ونيقوسيا الوجه القديم للقبرص الشمالية بينما تقوم مدن ليماسول ولارنكا بتقديم نموذج حديث معماري وحديث حضاري جديد لما تستطيع هذه البلاد إنتاجه وما تزخر به من علوم وفنون حديثة أيضا.
ختاماً، يمكن القول بأن لكل بحرٍ جزره الخاصة التي تعكس سحر المكان وتمسك الشعب بالأرض والمعارف المكتسبة خلال عقود طوال مضت وستظل كذلك دليلاً للعجب والتألق الإنساني للأجيال المقبلة أيضاً بإذن الله تعالى.
