مدينة رماح: تاريخ وثقافة الصحراء السعودية الغنية

التعليقات · 0 مشاهدات

تقع مدينة رماح، إحدى محافظات المملكة العربية السعودية الجميلة، تحديدًا في الجزء الشرقي والشمالي للرياض، العاصمة الفخمة للسعودية. تحظى هذه المدينة بفرا

تقع مدينة رماح، إحدى محافظات المملكة العربية السعودية الجميلة، تحديدًا في الجزء الشرقي والشمالي للرياض، العاصمة الفخمة للسعودية. تحظى هذه المدينة بفرادة خاصة تنبض بتاريخها وأصالة ثقافتها، مما جعلها واحة جاذبة عبر العصور حتى يومنا هذا. تُقدر مساحتها بحوالي ١٥,٩٠٠ كيلومتر مربع، وتضم حوالي ٢٨,٠٥٥ نسمة معظمهم ينتمون إلى القبائل الأصلية المعروفة باسم "سبيع العامري".

اسم "رماح" مشتق من طبيعتها الصحراوية البارزة والتي تضم كثبان رملية تشبه شكل الرماح - وهو تفاصيل جيولوجية فريدة من نوعها تستحق التأمل والتقدير. وقد ورثت رماح شهرتها منذ القدم بين شعوب الجزيرة العربية لما توفره من مصادر مهمة للحياة البرية كالماء والنبات الأخضر. يعزو الكثيرون المكانة الخاصة لهذه المدينة للشعر العربي القديم الذي غنى عنها أحد أهم أعلام الأدب الجاهلي، شاعر العرب الكبير "جرير"، والذي ولد ونشأ بها قبل وفاته هناك نفسها.

ومن الرائع أن ترى كيف أسست رماح مكانة متفردة لها ضمن السياق الجغرافي والإقليمي الواسع بالمملكة. فهي ليست مجرد موقع استراتيجي لقوافل التجارة فقط، ولكن أيضًا موطن لعشرات الروضات الطبيعية الشهيرة التي زادت شهرتها بتعداد ملكي بارز زيارتها واستمتاعتها بمواردها الخلابة خلال فترات مختلفة من القرن الماضي وما يليه. تعد هذه الحدائق -مثل روضة التنهات وروضة خريم- مواقع أكثر من مميزة يستقطب إليها الزوار بحثا عن الاستجمام والاسترخاء وسط أجواء خلابة تشابه المشاهد الواردة بالأعمال الفنية وأنواع الأدبية المختلفة.

بالإضافة لذلك، تحتفظ رماح بروابط عميقة مع بيئتها الصحراوية الحاضنة لها والتي تجسد قوة وصلابة الحياة البشرية وحكمة الإنسان البدوية المقاوِمة للعيش داخل البيئات ذات الظروف المناخية القاسية. وتعرف أهل رماح بأنهم طيب القلب وكريم الضيافة بما يدعم سمعتهم الاجتماعية الحميدة رغم تحديات حياتهم اليومية المفروضة عليهم بسوء الأحوال المناخية القاسية للغاية أثناء موسم حر الصيف والدائم هطول أمطار برد الشتاء بغزارة غير اعتيادية.

وتبرز أيضا جانب آخر هام بشأن حياة الناس التقليدية بريف صحرائي مثقف ومعروف بثرائه الثقافي والمعرفي بصفته قرية تقليديه قديمة باقية وتحتفظ بطابع تراثي أصيل لم تخنه عوامل التقدم الحديث الحديثة كثيرًا. ويتضح ذلك بشكل واضح حال التحقق من التصنيف الاداري الدقيق لقرى ومراكز مدينه "رماه": المركز الرئيسي +العلا +العثمان+الحفرة ..إلخ) وغيرها كثير! كل تلك المواقع الصغيرة جزء لا يتجزأ من قلب مجتمع ريفي كبير يحافظ بدوره على روابط اجتماعية عميقة بين أفراد المجتمع الموحد ذو العمق الاجتماعي المعروف عنه صدقه وصفائه وخلو قلوب الجميع من ظلال الحقد والكراهية المنشر عالميًا الآن رغم اختلاف اتباع دين مختلف تمام الاختلاف لكل منهم ولكنه يبقى دائم التعايش السلمي معه الآخر المختلف دينيًا لفترة طويلة جدًا!.

وفي النهاية فإن ذكر اقتصاد المدينة أمر ضروري لتحقيق فهم شامل لتاريخ وثقافة شعب رماح. فقد كانت نقطة انطلاق رئيسية لقوافله التجارية الآتية والمُغادرَة باتجاه الكويت وبلاد الشام مرورًا برفح وجبال حائل شمال البلاد .كما لعبت دور هام كذلك كنقطة تجمع للقوافل الراغبة في الراحة مؤقتًا للاستشفاء وإعادة تنظيم خطوات رحلاتهم نحو مستقبل مجهول بالنسبة لهم جميعًا آنذاك...

التعليقات