تعد مدينة نابل التونسية واحدة من أجمل مدن البلاد، والتي تحتضن تاريخ غني وثقافة محلية فريدة. تقع هذه المدينة الرائعة على الساحل الشمالي الشرقي لتونس، وتبعد بحوالي 60 كيلومتراً عن العاصمة تونس. يُلقب سكانها المحليون بمكان وجود آثار رومانية قديمة اسم "نابل القديمة"، بينما ذكرها المؤرخ العربي الشهير إدريس باسم "قصر نابل". إن كنوز الطبيعة في نابل تجعلها وجهة جذابة للسائحين حول العام، بدءًا من نخيلها الأخضر الناعم وشجر زيتونها الوارف إلى بساتين برتقالها المنعشة - مما منحها لقباً مشهوراً آخر وهو "بلد البرتقال الحلو".

تعكس الهندسة المعمارية البيضاء لشقق ومنازل نابل جزء كبير من تراثها الثقافي الغني. علاوة على ذلك، توضح متاحف ومعارض المدينة مثل المتحف الأثري مقاماتها التاريخية الرومانية بشكل واضح. يعد الفن والحرف اليدوية جزء أساسي من حياة مواطني نابل؛ إذ تتخصص المدينة لإنتاج مختلف أنواع المنتجات اليدويه عالية الجودة.

إحدى أهم تلك الصناعات هي صناعة الفخار وخزفه، حيث يتم تصنيعه بطرق تقليدية مستمرة منذ قرون مضت. ويقدر عديد حرفيي هذا القطاع بحوالي ألفين شخص يعملون ضمن حوالي ستمئة مصنع صغيرة ومتوسطة الحجم. وبذلك، أصبح قطاع التصنيع والفخار المصدر الرئيسي للدخل لأعداد كبيرة ممن يسكنون المنطقة. بالإضافة للفخار, تنفرد نابل بإتقان نسج حصائر مصنوعَة يدوياً باستخدام سعف نخيل البلح المعروف بالسَّمر والذي تُلون وتنتقى منه أعمال ديكورية مميزة غير فوتغرافية كالحصائر ذات الرسومات الملونة والجذابة.

ومن بين الأعمال الدکوریة الأخرى المصنوعة داخل ورش عمل المدينة الصغيرة – النحاسيات المتقنة المعقدة التصميم والمزيّنة بالنقوش الفضية، والتي تستخدم أيضًا للأكل والشرب وإعطاء لمسات جمالية متنوعة عند التعليق علي الجدران الداخلية لمنزل نابي. ولا تغفل صناعات عطرية خاصة بناقل وظائف طبيعية مثيرة للإعجاب كتقطير الزهور الربيعية واستخلاص زيوتها المفيدة كأوراق الياسمين وزهره نارنج وغيرهما لاستخداماته المختلفة العلاجية والعطورية والتجميليّة.

إن كل جوانب الحياة اليومية لسكان مدينة نابل مليئة بالإبداع والإتقان في العمل سواء فيما يتعلق بغذاؤهم أو ملابسهن أو تفاصيل ذوقهن الشخصي بكل جانب منها تعبر عن إيقاعات روح شعب تمسك بحياة بسيطة ولكن مُبتكرة تحمل معادن أصيلة لكل فرد عاش هنا عبر الدهور مررت عليهم بلا شك تجربة حياتهم الخاصة بمدينة نابل التونسية!