• صاحب المنشور: راضي بن الماحي
  
  ملخص النقاش:
  مع تقدم العالم نحو مستقبل يتميز بالتكنولوجيات الجديدة والمتطورة باستمرار, يبرز سؤال مهم يتعلق بتأثير هذه التقنيات على الأمن والسلام الدوليين. قد يبدو الأمر مفارقًا للوهلة الأولى؛ حيث نربط عادة التقدم العلمي والتكنولوجي بالنمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي. ولكن الواقع أكثر تعقيدا.

في الجانب الإيجابي، يمكن للتكنولوجيا أن تساهم في تحقيق سلام أكبر عبر عدة قنوات. أولاً، أدوات الاتصال الحديثة تسهل التواصل بين الشعوب والثقافات المختلفة مما يعزز الفهم المتبادل ويقلل من احتمالية الصراع بسبب سوء الفهم. ثانياً، نظام الرصد الجغرافي الفضائي المتطور الذي توفره الأقمار الاصطناعية يساعد في مراقبة الظروف العسكرية والأمن القومي وهذا يؤدي إلى قدرة أفضل على توقعات أي هجمات محتملة وتجنبها قبل حدوثها. أخيرا وليس آخرا، الأسلحة الدفاعية الذكية مثل أنظمة الرادار وأنظمة الإنذار المبكر تعتبر خط دفاع رئيسي ضد الهجمات المحتملة سواء كانت تقليدية أو نووية أو بيولوجية.

ومع ذلك، هناك أيضا جوانب مظلمة لهذا الموضوع تحتاج إلى النظر إليها بعناية. بعض أشكال الذكاء الصناعي (AI) التي لم تخضع لرقابة كافية قد تشكل خطراً محتملاً خصوصا عندما تكون تحت سيطرة غير مسؤولة. بالإضافة لذلك، الخصوصية الإلكترونية هي مصدر آخر للقلق، حيث يمكن استخدام البيانات الشخصية لأهداف خبيثة تؤثر سلبيا على الاستقرار الاجتماعي. وفي النهاية، الحرب السيبرانية تمثل تهديد جديد وصعب للغاية وهو ليس له حدود جغرافية ويمكن أن يحدث كارثة عالمية إذا لم تتم معالجته بشكل صحيح ومباشر.

هذه المعادلة المعقدة تتطلب رؤية حكومية ورسمية واضحة حول كيفية إدارة الثورات التكنولوجية المستمرة، وهذه الرؤية يجب ان تتضمن سياسات تضمن الامان والاستقرار بينما تستغل أيضاً الفرص الكبيرة لهذه التقنيات لتحقيق الشرعية الاجتماعية والنماء الاقتصادي. إنها بالتأكيد رحلة مليئة بالتحديات، لكنها ضرورية لبناء مستقبل أكثر أمنا واستدامة عالميًا.