تعتبر مدينة الفيحاء، والتي تعرف أيضاً باسم قرطبة، واحدة من أجمل مدن شمال أفريقيا وأكثرها ثراءً تاريخياً. هذه المدينة التي كانت عاصمة الخلافة الأموية في الأندلس لمدة خمس قرون تقريباً، تركت بصمة عميقة في عالم الثقافة والعمران الإسلامي.
تعكس هندسة قرطبة الفنية الإسلامية بشكل واضح في معالمها الشهيرة مثل الجامع الكبير -الذي كان أكبر مسجد في العالم آنذاك- وجسر الفيل، بالإضافة إلى القصر الملكي المحصن المعروف بقصر الحمراء. هذا التراث العريق يظهر الجمال والفخامة التي عاشت فيها الدولة الأموية خلال فترة ازدهار الحضارة الإسلامية.
كما تشتهر قرطبة اليوم بالحياة الصاخبة داخل أسوارها القديمة، حيث توفر مجموعة متنوعة من التجارب للزائرين. يمكنك الاستمتاع بالمشاهد الطبيعية الجميلة بساحة كوريدو الشهيرة، ثم التنقل بين المتاحف والمعارض الفنية المختلفة التي تحتفل بتاريخ الفن العربي والإسباني المشترك.
مع مرور الزمن، حافظت قرطبة على روحها النابضة بحياة حتى بعد سقوط الدولة الأموية وانتقال السلطة إلى مملكة كاستيا. إنها شهادة حية على التنوع والتسامح الذي ساد المنطقة خلال عصر النهضة الإسلامية.
هذه هي قصة الفيحاء؛ مدينة تتحد فيها الروعة التاريخية مع الإثارة الحالية لتقدم لنا باقة فريدة ومذهلة من تجارب الحياة والثقافة الإنسانية.
