تقع مدينة لاهاي الجميلة في الجزء الغربي من المملكة الهولندية، تحديدًا في مقاطعة جنوب هولندا. تُعد هذه المدينة ثاني أكبر مدينة في البلاد بعد العاصمة أمستردام، وتمتد على مساحة تقدر بـ 100 كيلومتر مربع. تتمتع موقع استراتيجي خاص، حيث أنها تبعد حوالي 52.5 درجة شمال خط الاستواء و4.19 درجات شرق خط جرينتش.

تاريخيًا، تركت مدينة لاهاي بصمتها الواضحة عبر الزمان عبر بنائها الفريد ومتاحفها الغنية بالثقافة والأعمال الفنية. يُظهر المبنى القديم للحكومة المحلية والمعروف بالحرم البرلماني الداخلي، وهو يعود تاريخه لما يقارب ألف سنة، جمال هندسة العمارة القديمة بينما يؤكد على أهميتها السياسية. كما يعد مبنى البلدية الحديث الذي صممه المهندس ريتشارد مايرشيد، أحد أكثر المباني شهرة في المنطقة.

لاهاي معروفة أيضًا باستضافة العديد من المنظمات الدولية مثل محكمة العدل الدولية ومحكمة التحكيم الدائم ومقر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وغيرها الكثير مما جعل منها مركزاً عالمياً للأمم المتحدة وأنشطة حفظ السلام. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي المدينة على منتزه "مدوردام" الذي يحتوي على نماذج مصغرة لمختلف مناطق الجذب الشهيرة في هولندا بما فيها القصور والحدائق والبواخر وساحات التسوق التقليدية.

أما بالنسبة للسكان المحليين، فإن التركيبة العرقية متنوعة للغاية؛ حيث يشكل الهولنديون العمود الفقري لسكانها بحوالي 53,4٪؜ منهم يليهم الاتراك ثم المغاربة ثم السوريون وجزيرة الأنتيل الهولندية وما زال آخرون يحتفظون بجنسيات متعددة الثقافات. هذا التنوع يخلق جو ثقافي نابض بالحياة داخل حي "رسامي" الشعبي والذي يعرف بكثافة سكانه ذات الأصول المتعددة خاصة الأفريقية والإسلامية.

وفي الماضي، كانت تعرف في النصوص العربية باسم "الهَاية"، وقد ذكر الرحالة العربي أحمد بن قاسم الحجري تلك التفاصيل خلال تجوالاته حول العالم الإسلامي الكبير قبل قرون عديدة مضت. وفي الجانب الاقتصادي، تحتضن المدينة مجموعة رائعة من المؤسسات الصناعية البارزة مثل شركات النفط العملاقة مثل رويال دوتش شل ونستون وإيكسون موبيل بالإضافة لشركات الطاقة الأخرى التي تلعب دورًا كبيرًا في تطوير المدينة بشكل مستمر نحو مزيدٍ من الرقي والنمو الملحوظ اقتصاديًا وثقافيًا.