نشأة وتطور مفهوم حقوق الإنسان عبر التاريخ

التعليقات · 0 مشاهدات

تعود جذور مفهوم حقوق الإنسان إلى الحضارات القديمة التي أسهمت في ترسيخ قيم العدل والمساواة بين البشر. وقد تطورت هذه الفكرة بشكل ملحوظ مع مرور الزمن لتت

تعود جذور مفهوم حقوق الإنسان إلى الحضارات القديمة التي أسهمت في ترسيخ قيم العدل والمساواة بين البشر. وقد تطورت هذه الفكرة بشكل ملحوظ مع مرور الزمن لتتحول إلى نظام دولي يحمي الحرية والكرامة الإنسانية لكل فرد بغض النظر عن خلفياتهم المختلفة.

في اليونان القديمة وروما، نجد مجموعة من الأبجديات الأخلاقية والفلسفية والتي تعتبر أساساً مبكراً لحقوق الإنسان كما نعرفها اليوم. فقد أكد سقراط وأفلاطون وآريستوبلوس على فكرة المساواة أمام القانون والحفاظ على الحقوق المدنية للأفراد غير البرجوازيين. بينما سلط الرومان الضوء على حق الملكية الخاصة وحرية التنقل والاستمتاع بالحياة الطبيعية.

مع ظهور المسيحية والإسلام، أخذ هذا المفهوم عمقا روحانياً ودنيوياً أكثر وضوحاً. فتذكر القرآن الكريم العديد من الأحكام المتعلقة بحقوق الأفراد والجماعات مثل العدالة الاجتماعية وحرمة القتل والسبي واستعباد الناس. أما الكنيسة الغربية فقد رسخت مفاهيم الرحمة والمغفرة والتسامح كركائز رئيسية للمعايير الأخلاقية للإنسانية جمعاء.

شهد القرن الثامن عشر ولادة عصر التنوير الأوروبي والذي شهد ازدهاراً لفكر حقوق الإنسان الحديث. برز اسم جون لوك وجان جاك روسو وبنجامين فرانكلين وغيرهم ممن نادوا بحرية الفرد وسلطته الذاتية ومبادئ الجمهورية الديمقراطية الحديثة. وكان لها تأثير كبير على ثورات الفترة مثل ثورة أمريكا وثورة فرنسا عام ١٧٨٩ حيث تم اعتماد أول دستور عالمي يضمن حماية المواطنين ضد الاعتداءات الحكومية ويؤكد للدولة دورها المنوط بها خدمة مواطنيها وليس استعبادها وضرب سيادتها الوطنية.

وفي نهاية المطاف، أدى النشاط الدولي المستمر منذ تلك اللحظة إلى وضع معاهدات واتفاقيات تدعم وتنظم كيفية توافق الدول حول العالم حول نصوص حقوق الإنسان فيما يعرف اليوم بميثاق الأمم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان الصادر سنة ١٩٤٨ ، وهو الوثيقة الأكثر شمولا حتى الآن لما يقارب ست عشرة حقا إنسانيّة ثابتة لكافة البشر بلا فرق ولا انتماء . ومن ثم صدرت اتفاقيتين فرعيّتين هما العهد الخاص بالحقوق الاقتصادية والثقافية والعلمية و العقد الثاني المعروف بالعهد المدني السياسي مما عززا التعريف العالمي لهذه المصطلحات المعتمدة رسميا داخل المؤسسات الدولية ذات الصلة بهذا المجال الحيوي للحياة العامة للفرد والمجتمع البشري مجتمعهما .

وتظل رحلة اكتشاف وإرساء دعائم حرية الانسان مستمرة مستقبلَياً لتحقيق أكمل صورة لعيش حياةٍ كريمة آمنة خالية من كل اضطهاد وتمييز وظلم مقترن بتطبيق شريعة الله تعالى فوق أرضها ليوم الدين لجماعة المؤمنين جميعاً إن شاء جل وعلا!

التعليقات