تاوريرت، الواقعة شمال شرق المملكة المغربية، ليست مجرد مدينة؛ بل هي قلب نابض للإنتاج الزراعي والاقتصاد المحلي. هذه المدينة الجميلة، وهي مركز مهم لإقليم تاوريرت، تتميز بموقع استراتيجي حيث تحدها غربا مدينة جرسيف، جنوبا دبدو، وشرقا وجدة. تُشتهر تاوريرت بإنتاج زيت الزيتون الوفير، حيث تضم ما يقارب 176 مصنعا متخصصا بهذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، تستضيف أكبر سوقين محليين لتصنيع الخردة والحديد وكذلك السيارات المستعملة. اقتصاد المدينة مرتبط ارتباطا وثيقا بدخل المغتربين who work abroad, يعودون إلى وطنهم خلال عطلاتهم لتقديم الدعم للاقتصاد المحلي.

تاريخياً واجتماعياً، تمتلك تاوريرت ثقافتها الفريدة والمتميزة. السكان المحليون ينتمون أساسا لعائلة كرارمة ويتواجد البعض منهم داخل المناطق المرتفعة مثل "حرشة محراش". جغرافياً، تغطي المدينة منطقة جبليّة ذات طبيعة خلابة عبر سهول واسعة تسمى "تاقراطة"، يصل ارتفاعها حتى حوالي 750 متراً فوق سطح البحر. هذا السهل يتميز بتعرجاته وبروزاته الجغرافية المختلفة والمندرج ضمن التربة الرباعية القديمة. أما الجزء الجنوبي منها فهو عبارة عن مجموعة من الواديات والجبال الشهيرة مثل جبل المهريز ووادي تلغ وغيرهما الكثير.

على الرغم من جمال الطبيعة هناك مشاكل تتعلق بنقص مصادر الماء مما أدى لاستخدام زراعة الري والبناء الرطب بشكل كبير. ومع ذلك، تحاول الحكومة والمجتمع المحلي التعامل مع الأمر باستخدام وسائل مبتكرة للحفاظ على موارد المياه الضئيلة.

من الناحية المناخية، تعد تاوريرت مثالاً جيداً لما يسمى بالمناخ المتوسطي المعتدل والعاصف في نفس الوقت. فهي معرضة لقوة الشمس الشديدة خلال فصل الصيف ويمكن أن تصل فيها حرارتها لأكثر من الأربعين درجة مئوية بدون مطر كثيف. وفي المقابل، يمكن أن ترتفع درجات البرودة بشدة أثناء الشتاء ربما تشهد خمس درجات فقط تحت الصفر ونادر الحدوث نزول الامطار بكثرة خلال العام. كل تلك الظروف جعلت الصحراء تقدماً نحو المدينة شيئاً واقعاً مؤلماً ولكن البلديات تبذل قصارى جهدها لمقاومة آثار التصحر المتمثل برياح شرقي قادمة مباشرة من صحاري البلاد الداخلية. بالتالي يعد وضع البيئة أحد أولويات اهتمامات أهل تلك المدينة الرائعة!