الحضور الديموغرافي للمسيحيين في الأردن: تحديات وتجارب مجتمعية

التعليقات · 0 مشاهدات

يُعدّ الأردن من الدول التي تتميز بتنوع ديني وثقافي ملحوظ، حيث يعيش المسلمون والمسيحيون جنباً إلى جنب في سلام ووئام تاريخي. وفقاً لبيانات عام 2021 الصا

يُعدّ الأردن من الدول التي تتميز بتنوع ديني وثقافي ملحوظ، حيث يعيش المسلمون والمسيحيون جنباً إلى جنب في سلام ووئام تاريخي. وفقاً لبيانات عام 2021 الصادرة عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، يشكل المسيحيون نسبة تقديرية تتراوح بين 4% إلى 5% من إجمالي سكان المملكة الهاشمية البالغ عددهم حوالي ١٠,٥ مليون نسمة تقريبا حسب نفس المصدر الرسمي ذاته. ومع ذلك، تجدر الإشارة هنا أنه قد لا يتم تسجيل كل المواطنين بشكل رسمي بناءً على انتمائهم الطائفي والديني مما يجعل هذه النسب مجرد تخمينات غير مؤكدة بنسبة مئة بالمئة ولكنها تعطي فكرة عامة وحقيقيه عموما حول الواقع الحالي لأعداد الخورس الصغير نسبيًا ضمن المجتمع الشامل للأردنيين.

تتمركز غالبية المسيحيين المقيمين بالأراضي المقدسة تلك حول العاصمة عمان بالإضافة لمنطقة البحر الميت الواقعة جنوب غرب البلاد والتي تضم عادة أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان المنتميين لهذه الفئة السكانيه. ومن الجدير بالذكر أيضا وجود طوائف مختلفة داخل الجماعة الروحية العربية الشرقية مثل الروم الكاثوليك والأرثوذكس الشرقيين والإنجيليين وغيرها الكثير ممن يحافظون بدورهم على تراث وممارسات قديمة ومتجدده وسط تنوع ثقافي كبير تشهد عليه مختلف مناطق الوطن الأم الغالية وعلى رأس قائمة اهتماماتها القضايا المتعلقة بحفظ الهويات الثقافية المحلية المحروسة تحت مظلة دستور مدني حديث العهد نسبياً ولكنه مليء بالإشارات نحو دعم حقوق الأقليات بكل أشكالها وأشكال حياتها اليومية الخاصة بها وبشكل أساسي الحق العام بالحفاظ علي بيوت العبادات والتقاليد والعادات المرتبطة بذلك كذلك حق التعليم الخاص لكل فرد بما يناسبه ديناً وفكراً وسلوكاً خاصاً حين يأتي الحديث عن دور المؤسسات التربوية الرسميه.

إن العلاقات الاجتماعية الوثيقة تربط أبناء العقيدة نفسها فيما بين بعض كجزء أساسي منهم وعلاقتها أيضاً مع باقي أفراد الشعب المصنف مسلماً والذي يفوق عددا بكثير نظرائهم الآخرين؛ هذا الأمر دفع العديد عبر الزمن لمواجهتهم لحالات من التمييز السلبي والحروب الإعلامية المضادة ذات الرسائل القديمة المعاد طرحها مجددآ متمثلةٌ النظر إليهم بأعين مشبعة بعدائية سياسية ومذهبية خاصة خلال فترات الانتخابات العامة الملتهبة والتي نشعر فيها جميعا بأن نقاشات عامة-ودنس -ومشاعر وطنيه حادت بصورة كبيرة للغاية باتجاه الحقد السياسي الداخلي عوض التركيزعلى قضايانا الخارجية الوطنية المشتركة. لكن رغم كل ما سبق ذكره إلّا ان الحياة مستمرة والنعم مستمرة ايضا! إذ مازالت هناك أصوات تدعو دائما للحوار والبناء المشترك سواء كان سياسياً أم اجتماعيا أم اقتصاديًا فضلاًعن جهود المبشرين الذين يساهمون بإدخال الفرحة دوما لهؤلاء الأشخاص وذلك باستمرار تقديم خدمات انسانيه متنوعة كالرعاية الصحية المجانية ودعم التعليم لدي الأطفال الفقراء واستقبال الضيوف العرب زائرین الآرض القدسه كمضيف كريم مُرحب دائماً بضيوفه وجيران الأرضينية الأخرى . إن التعاطف الإنساني والقيم الانسانيه هي اللغة الوحيده المؤكد عليها بالإجماع تسمح بفهم طبيعه علاقة شعب واحد تحتويناќجميعنَ سويًا مهما اختلف لون جلديتهم وانتماء دينهم الظاهر أمام العالم كله يوم القيامة يوم الحساب الأخير كما جاء بالتأكيد القرآني الصريح:" يا أَيُّهَا الناس انا خلقناكُمْ مِنْ ذكر وانثى وجعلناك شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم". [١] القرآن الكريم/ الحجرات/ ١٣

وفي نهاية المطاف يمكن القول بان تواجد مجموعة مسيحيه صغيره نسبياً مقارنة ببعض البلدان الاخرى ليس دليل قصورٍ ولا ظلم بل هو جزء من حرية اختيار لدى الأفراد المرغم عليهم اتخاذ قرار قبول عقاده جديده ربما بسبب عوامل خارجية خارج إطار وصاية الدولة وهيئات محارمه ،لكن تبقى اهميته تكمن أساساً فى دوره الرائد بمحافظة بلدنا العزيز وإظهار الوجه الأكثر جمالا للروحانيه العالمية الجامعة للإنسانيه جمعاء بمختلف ديانتھا وشرائھا المختلفة طبقات العمر والجنس والثروة المالية والثقافة واللغة والتاريخ الشخصي .. إنها الدعوة لبناء عالم رحب الرحمة مبنىٌعلي حب الخير بلا تمييز ضد أحد..

التعليقات