جزر اليمن الغامضة: محيط ساحلي يكتنز ثروات طبيعية عديدة

التعليقات · 0 مشاهدات

يمتد سواحل الجمهورية اليمنية عبر البحرين الأحمر والعربي، مما يشكل له مشهداً بحرياً خلاباً يعكس تنوعاً بيولوجياً غنياً ومجموعة من الجزر الفريدة التي تع

يمتد سواحل الجمهورية اليمنية عبر البحرين الأحمر والعربي، مما يشكل له مشهداً بحرياً خلاباً يعكس تنوعاً بيولوجياً غنياً ومجموعة من الجزر الفريدة التي تعد ركيزة هامة لاقتصادها وخزان لمواردها الطبيعية الثمينه. وفقاً للأرقام الرسمية والإحصائيات الحديثة، يحتوي اليمن على أكثر من 115 جزيرة موزعة بين مجمعتيْ الجزر الرئيسيتين: جزر أرخبيل سقطرى وجزر حنيش.

تُعدّ جزر سقطرى، الواقعة جنوب شرق البلاد قرب القرن الإفريقي، واحدة من أهم المناطق الحيوية البيئية عالمياً نظراً لتفرد تضاريسها النباتيّة والحيوانية النادرة والمهددة بالانقراض. هذه الجزيرة تتكون من مجموعة كبيرة ومتنوعة تشمل خمس جزر رئيسية هي عبدالكوري وسمحة وديسق وصوملح وسقطرى نفسها بالإضافة إلى عدة قرون وحواجز مرجانية صغيرة أخرى. تعتبر جبالها الشاهقة وأوديتها العميقة ومنحدراتها الصخرية مثالا حيّا للتآكل البركاني القديم والتكوينات الرسوبية المتنوعة.

في الجانب الآخر، نجد جزر حنيش الصغيرة القريبة جغرافياً من المملكة العربية السعودية والتي تتميز بموقع استراتيجي مهم بين خطوط التجارة الدولية الرئيسية وبحر العرب. رغم كون مساحتها ليست واسعة إلا أنها تحتضن العديد من الأراضي الرطبة ذات الخصائص الفريدة مثل المستنقعات والأخوار المالحة المحمية كموائل أساسيَّة لأنواع الطيور المائية المختلفة بما فيها طائر البجع العربي المعرض للخطر.

كما تساهم كلتا المجمعتين جيولوجيًا واقتصاديًا بشكل كبير في تعزيز الأمن الغذائي والثروة السمكية للدولة عبر دعم إنتاج الأسماك واستخراج الأعشاب البحرية المفيدة والصيد البحري التقليدي. بالإضافة لذلك، توفر تلك الجزر فرصا غنية للاستثمار السياحي مستقبلاً باعتبارها ذخيرة ثقافية وتراثية فريدة تجذب عشاق المغامرات حول العالم لاستكشاف خبايا الطبيعة الخلابة بها والاستمتاع برحلة عبر الزمن وسط عصور ما قبل التاريخ المتحجرة داخل أرضها الوفيرة بالعجائب الكونية الرائعة.

وفي النهاية، فإن فهم هذا الكم الهائل والعجيب من الجزر يحكي قصة كوكب الأرض نفسه مليئة بالتاريخ والحياة النابضة بالحركة مما يستحق المزيد من البحث والدراسة العلمية للحفاظ عليها وعلى كنوزها الحيويَّة الثمينة لأجيال قادمة .

التعليقات