مدينة جرش، الواقعة شمال الأردن، ليست مجرد موقع أثري هام فحسب، بل هي شهادة حية على حضارات سابقة امتدت لأكثر من ألفي سنة. تأسست هذه المدينة العريقة منذ العام 2000 قبل الميلاد، وكانت معروفة تحت عدة أسماء مثل جرشو وجراسا لدى الإغريق وبومبي الشرق عند الرومان. تتمتع جرش بموقع استراتيجي محصور بين مدينتي أربد وعمان، مما جعلها مركز جذب للسياح المهتمين بالتاريخ والثقافة.
اقتصادياً، تعتمد جرش بشكل رئيسي على قطاعي السياحة والزراعة. تضم المنطقة العديد من المواقع الطبيعية الجميلة والمحاصيل الزراعية الغنية والتي تساهم في تنوع الاقتصاد المحلي. يسكن المدينة حوالي 31,650 فرداً وفق آخر تعداد سكاني أجراه الجهاز المركزي للإحصاء والتخطيط الأردني لعام 2004. يتمثل التركيب الاجتماعي لسكان جرش في وجود مجموعة متنوعة من الأقليات القومية والدينية بما فيها العرب والشركس الذين يعيشون جنباً إلى جنب بكل احترام ومتسامحين دينياً حيث يشكل المسلمون الغالبية بينما هنالك نسبة أقل ممن ينتمون إلى الديانة المسيحية.
تأسر جرش زوارها بكثافة آثارها الرومانية المتبقية حتى يومنا هذا والتي تعرض مشهداً رائعاً للحياة اليومية خلال تلك الحقبة البعيدة. ومن أبرز المعالم ما يلي:
- المسرح الجنوبي: بني في نهايات القرن الأول ميلادييه، ويتسع لعدد كبير يصل إلى ثلاثة آلاف متفرج واستخدم أساساً لعروض مصارعة الحيوانات وضرب النهى أمام الجمهور.
- مضمار سباق الخيل (الهيبودروم): له تصميم مميز تشبه حرف U ويكوّنه جدران عالية حول المضمار نفسه لحماية المشاهدين أثناء المنافسات الشرسة داخل الملعب.
- بركة احتفال الربيع (Berketa Jersh): موطن جميع الاحتفالات الرومانية المرتبطة بدخول فصل الرُبيع المعتدل.
- سبيل الحوريات: مقام مذهل تم بناؤه بنهاية القرنان الثاني والنصف الأخير من نفس الفترة تقريبًا بجوار منطقة البرك المذكورة آنفًا.
- البوابات الرئيسية لجرش: portal Filadelphia Southern Gate والمعروف أيضاً كبوابة فيلا دلفي الشهيرة والتي تعود جذور إنشائها لمنتصف عصر أغسطس الماضي وتم تفكيك جزء منه بسبب الحرب المدمرة التي اندلعت ضد القوات البيزنطية حينذاك تحديداً عام ٢٦٨ميلادية وبعد ذلك تم إعادة ترميم بعض المناطق مجددًا فيما بعد .
- الدرّاجة شمالية: أحد أكبر المنشآت العامة لبناء دور العرض الفنية خصوصاً الموسيقية منها والذي أكمل تشييده بحلول ١٧٥ ميلادي .
- شارع العمده: طريق حجري قديم يعتقد أنه كان مرصوف بإمكانيته حمل التجارة والسلع المختلفة نظرًا لطول المسافة المقترنة بشظايا الأعمدة الموجودة حاليًا والحفاظ عليها كالقطع النافرة للأثر القديم عن باقي أغراضه الأخرى لتسهيل التجوال عليه وعلى ضوائقه الخارجية أيضًا سواءً للعابرین أو سكانه الأصليين إذ وصل طول الطريق نحو نصف كم مربع أكثر فأقل قليلاً ربما لنصف كيلومتر تمام !!✅✅!!
ومن ثم يأتي دوره لإظهار مكانته الخاصة بالمشاركة ضمن خاناتها الثقافية المشهورة عالمياً والتي تجمع أمرين اثنين هما :