تقع محافظة شمال الشرقية ضمن منطقة الظاهرة في سلطنة عمان، وهي واحدة من المحافظات الست التي تشكل هذه المنطقة الغنية والتاريخية. تتميز بموقعها الاستراتيجي بين الجبال والبحر، مما يجعلها نقطة جذب للسائحين الباحثين عن تناغم الطبيعة والحياة الثقافية النابضة بالحياة.
تاريخيًا، كانت محافظة شمال الشرقية مركزًا هامًا للتجارة والصيد البحري. تمتد حدودها لتشمل عدة ولايات مثل قريات، ودماء والطائيين، وسناو، والمضيبي، وكلباء، وكل ولاية تحمل بصمتها الخاصة من التقاليد والعادات الفريدة. تضم هذه الولايات العديد من القرى القديمة ذات المباني التقليدية المصنوعة من الطين والأحجار، والتي تعكس عمق التاريخ العماني القديم.
بالانتقال إلى الجانب البيئي، تعتبر المحافظة موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات البرية. يعد جبل شمس أحد المعالم الطبيعية الرائعة هنا، حيث يشكل أعلى قمة في سلطنة عمان. كما يحتضن ساحل الخليج العربي مجموعة كبيرة ومتنوعة من الحياة البحرية والسلاحف البحرية المتوطنة في المياه الضحلة.
على الصعيد الاقتصادي، تعد الزراعة والثروة الحيوانية صمام الأمان الرئيسي للمحافظة. المنتجات الزراعية الرئيسية تشمل الحمضيات والفواكه الأخرى بالإضافة إلى الدقيق والشعير. أما بالنسبة للثروة الحيوانية، فإن المواشي والإبل هما أكثر الأنواع انتشاراً.
بالإضافة لذلك، تحظى محافظة شمال الشرقية بتقدير كبير بسبب تراثها الثقافي الغني. يتم الاحتفال بالأحداث التقليدية السنوية مثل مهرجان "الفنجاط"، وهو مهرجان شعبي يعكس الروابط القبلية القوية ويحتفل بالتراث الثقافي المحلي. أيضا، الموسيقى الشعبية وعروض الرقص التقليدية هي جزء أساسي من الحياة اليومية للمحافظة.
في المجال التعليمي، تقدم المحافظة خدمات تعليمية متكاملة بدءًا من المدارس الحكومية حتى الجامعات والكليات. هذا التنوع التعليمي يساهم بشكل كبير في رفع مستوى فهم المجتمع وثقافته.
وبذلك، توفر محافظة شمال الشرقية تجربة فريدة لكل زائر يرغب في استكشاف جمال طبيعتها واحتفالاتها الثقافية وتاريخها الحافل بالتنوع والازدهار.