تقع مدينة سطيف شرق الجزائر، وتحيط بها سلسلة جبال الأطلس المتوسطي التي تضيف إليها لمسة طبيعية خلابة. يعود تاريخ هذه المدينة إلى العصور القديمة، إذ كانت مركزاً هاماً للتجارة والثقافة خلال الحقبة الرومانية تحت اسم "سيفيتا". رغم تعرضها لزلزال دمار عام 1980 والذي حصد العديد من الأرواح وحول الكثير منها إلى ركام، إلا أنها نهضت مجدداً لتستعيد مكانتها كواحدة من أكثر المدن الجزائرية روعة وجمالاً.
تشتهر سطيف بمواقعها التاريخية العديدة والمباني الأثرية مثل المسرح الروماني ومدرسة البنات وغيرهما مما يجعلها وجهة ساحرة للزوار المهتمين بالأثار. كما أنها تتميز بمشهد ثقافي حيوي يضم مهرجان سطيف الدولي للموسيقى والفنون الذي يجذب الفنانين من جميع أنحاء العالم لعرض أعمالهم الفنية والإبداعية. هذا بالإضافة إلى كونها موطن لأهم المنتجعات السياحية في البلاد بسبب مناخها المعتدل وشواطئ البحر الأبيض المتوسط القريبة.
علاوةً على ذلك، تساهم الطبيعة الأخاذة لسطيف في جذب المحبين للسياحة البيئية الذين يستمتعون برحلات المشي لمسافات طويلة عبر الغابات الصنوبرية والمنتزهات الوطنية المحيطة بالمدينة. كذلك تعدّ سطيف نقطة انطلاق ممتازة لاستكشاف المنطقة الواسعة من شمال أفريقيا والتي تضم مواقع تراث عالمي أخرى وأراضي متنوعة بيئيًا.
ختامًا، فإن سطيف ليست مجرد موقع أثري رائع فحسب؛ إنها نموذج لدولة تبنت التنمية المستدامة وصناعة الثقافة والحفاظ عليها كمفاتيح رئيسية لتحقيق ازدهار المجتمع المحلي وتعزيز الاقتصاد الوطني بشكل شامل ومستدام.