تقع مدينة ظلم، الواقعة ضمن حدود منطقة عسير بالمملكة العربية السعودية، عند سفح جبل ظلم الشهير بطبيعته الخلابة وتاريخه الغني. يُعد موقعها الاستراتيجي أحد أهم عوامل شهرتها؛ فهي مركز تجاري هام يربط شمال المملكة وجنوبها عبر طرق قديمة تعود إلى العصور الإسلامية الأولى. تعتبر هذه المدينة نقطة انطلاق نحو القرى والمراكز الأخرى في المنطقة مثل بلاد قحطان ونجران.
يعكس بناء المدينة وشوارعها الطابع التقليدي لعمارة المناطق الجنوبية. تتميز بناياتها بالحجر الطبيعي والأخشاب المحلية، مما يعطي مظهرًا تقليديًا خلابًا يجذب الزوار والسكان على حد سواء. تشهد العديد من المباني التاريخية كالأبنية القديمة والحصون والقلاع على ثراء تاريخ المدينة وحاضرها الحيوي.
من أشهر معالم ظلم مسجد الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-. هذا المسجد ليس مكان عبادة فحسب، ولكنه أيضًا معلم ثقافي وثوري مهم يعرض جزءًا كبيرًا من التاريخ الديني والثقافي للمدينة. كما تعد حاضرة لمهرجان الربيع السنوي الذي يحتفي بالتقاليد والعادات المحلية ويجذب عدداً كبيراً من السياح كل عام.
تاريخيًا، لعبت ظلم دورًا حيويًا خلال فترة الدولة النجدية، وتعتبر واحدة من أكثر المدن تأثيرا في تلك الحقبة. وقد حافظ سكانها الأصليون على تراثهم الثقافي حتى يومنا الحاضر، بما يشمل الأطعمة الشعبية والعادات الاجتماعية والمعارف المحلية التي تنقل جيلاً بعد جيل.
إن زيارة مدينة ظلم اليوم تكشف للزائر جمال طبيعتها وعظمة تاريخها الغابر، لتكون بذلك رحلة لا تُنسى مليئة بالإلهام والفائدة المعرفية.
