تعد مدينة الأفلاج واحدة من المدن الرائدة في منطقة الرياض في المملكة العربية السعودية. تقع هذه المدينة الجميلة على مسافة تقدر بثلاثمائة كيلومتر شمال غرب العاصمة الرياض، محاطة بجبال الطويق الشهيرة والمعروفة سابقا بجبل العارض. اسم "الأفلاج" نفسه مؤشر واضح على ثراء المدينة بموارد المياه، حيث يشير مصطلح "أفلاج" إلى مجاري المياه الطبيعية.
نشأت مدينة الأفلاج حول مجموعة من القرى الزراعية القديمة، مما أكسبها مكانة خاصة في قلب الريف السعودي. تمتد جذور تاريخها العميقة إلى القرون الوسطى، حيث كانت تعتبر نقطة جذب هامة للتجار والسائحين بسبب موقعها الاستراتيجي وأسواقها النشطة. تضم المدينة اليوم آثارا عديدة تعكس تراثها الثقافي الغني مثل حصن مرغم والقصر العادي وجبل التوباد المرتبط بشعر شعراء العرب القدامى أمثال قيس وليلى.
كان للزراعة دورا محوريا في ازدهار اقتصاد الأفلاج عبر التاريخ. ومع الاكتشاف الحديث لمخزوناتها المتنوعة من النفط والموارد الطبيعية الأخرى، شهدت المنطقة طفرة كبيرة في تنمية البنية التحتية والتوسع العمراني. كما برز دور التعليم بشكل بارز هنا، مع توافر أكثر من ١٨٠ مدرسة حكومية تعمل على رفع مستوى السكان وتعزيز مهاراتهم العملية والعلمية.
بالإضافة لذلك، لعب الموقع المركزي للأفلاج دورا أساسيا في تنشيط القطاع التجاري. فهي تربط بين كل من العاصمة الرياض ودولة اليمن الشقيقة، مما أدى إلى زيادة نشاط التجارة وحركة نقل البضائع والاستثمار العقاري وغيرها من الفعاليات الاقتصادية الرئيسية. ومن الجدير بالذكر أيضا خصوبة التربة واستخدام نظام التقسيم التقليدي لأراضي المزارعين لتحقيق أعلى إنتاج ممكن للتمر والفواكه والخضروات وصناعة الأعلاف والمنتجات الحيوانية المتنوعة.
وتظل عيون الأفلاج مصدر رزق رئيسي لسكانها؛ فقد اعتمد الناس منذ القدم على تلك الروافد المائية وفروعها الضيقة لنقل وإدارة تدفقات المياه بطريقة فعالة ومستدامة. إن محافظة الأفلاج ليست مجرد وجهة حضرية فقط ولكن أيضًا واحة طبيعية تستحق الزيارة لما لها من مميزات فريدة تميزها عن غيرها من مدن المنطقة المحيطة بها.