تُعدُّ القاهرة، كأعتلى المدن المصرية وسادس أكثر مدن العالم اكتظاظاً بالسكان، واحدةً من أهم الأعمدة الحيوية للنظام الاقتصادي والسياسي والثقافي لمصر بالكامل. وفق آخر تعداد للسكان صدر عن جهاز المركزى للإحصاء فى العام ٢٠١٥ ميلادية، تقارب الغالبية البشرية لقاهرة الجمال حاجز الثلاثة رقائق - تسع ملايين مُقيم رسمياً ضمن حدود البلدية الرسمية لتلك المدينه الساحرة. وإن كانت تلك الرقم الرسمي غير شاملاً لسكان الضواحي والتجمعات المُكتظة سكونياً خارج أسوارها التاريخيه ، فإنعداد سكانه يُقدر بحوالي اثنين وعشرين مليون نسمة حسب تقدير منظمة اليونيسكو للأمم المتحدة . هذه الكثافه الكبيره جعل منها مركز جذب رئيسي لكل الثقافات والشرائح المعيشيه المختلفة مما ترك بصمته علي ثقافتها المتنوعه بشكل واضح وملفت للنظر .
تعكس القاهرة تنوعاً دينياً بديعاً يعبر عنه موقع "مجمع الأديان" داخل مقصوره تاريخیه بالقاهره والتي تضم كنيسة المعلقه ومعابد يهود ومعابد مسيحيه قديمة تعكس رمزيتها تاريخ الطوائف المختلفه التي عاشت جنباً إلي جنب عبر العقود التاريخيه المختلفه . يشكل المسلمون غالبية ساحقة من ساكنيه بينما يأتي الأنباط يليهم مباشرةً بمجموع أقل بكثير نسبياً ولكن يبقى له تأثير بارز في المشهد الديني لهذه المنطقة ذات القدم العميقة بالحياة الإنسانية منذ آلاف السنوات مضت.
ومن الجدير ذكره ان أهل قاهره يتميزون بلوحه لغویه خاصه بهم ترجع جذورها الى اصل اللغة العربية الاصلية مع امتزاج طفيف نتيجة الاختلاط المجتمعي الملحوظ والذي أدخل عليها بعض التأثيرات dialects الأخرى كالأسكندريه والبورتو سعيد وغيرهما الكثير وذلك بشهادة العديد من خبراء البيئة Anthropological فضلا عن كون السياحة الداخلية والخارجية محركات اساسية للاقتصاد الشعبي للقاهره. لذا تعد معرفتنا الدقيقة بتكويناتها demographic أساس ضروري لفهم طبيعة الحياة اليوميه والسلوك الاجتماعي لمن يسكنون تحت سقف واحد مترامي الأطراف بكل احترام للتعددية الشاملة الموجودة بين ظهرانينا هنا.
