دولة الكويت، الواقعة في قلب الخليج العربي، تشهد نمواً ديناميكياً في تعداد سكانها منذ استقلالها عام 1961. يبلغ عدد سكان الكويت حالياً أكثر من أربعة ملايين نسمة وفقاً لإحصائيات العام 2022، مما يعكس زيادة ملحوظة مقارنة بالسنوات السابقة. هذا النمو يمكن تقسيمه إلى ثلاثة مكونات رئيسية وهي السكان المحليون والكفيلون والمقيمون الدائمون.
السكان المحليون هم المواطنون الذين يحملون الجنسية الكويتية، ويشكّلون حوالي الثلث من إجمالي السكان حسب آخر الإحصاءات الرسمية. هذه الفئة تتأثر بشكل كبير بتغيرات معدلات الولادة والوفاة، بالإضافة إلى الهجرات الداخلية والخارجية. وعلى مدى العقود الأخيرة، شهدت نسب مواليد محلية ارتفاعا طفيفا بسبب سياسات الدولة الرامية لتحسين الظروف المعيشية وتعزيز التعليم والصحة العامة. ومع ذلك، فقد انخفض معدل الوفيات بنسبة كبيرة نتيجة للتقدم الطبي والعلاجي المتاح للمواطنين.
أما بالنسبة للكفيلين، فهم العمال الأجانب القادمين للعمل داخل البلاد تحت رعاية كفيل محلي أو شركة. يشكل هؤلاء نسبة كبيرة من الإجمالي، إذ يصل عددهم لأكثر من ثلثي مجموع السكان. يأتي معظم الكفلاء من دول مثل الهند وبنغلاديش والفلبين وسوريا بموجب اتفاقيات العمل الدولية واتفاقيات التعاون الثنائية بين الكويت وهذه الدول. يعمل الكثير منهم في القطاعات الخدمية والبناء والتجارة بينما يستطيع البعض الآخر الحصول على فرص عمل في قطاعات أخرى بناءً على مؤهلاتهم ومهاراتهم الخاصة.
وبالنسبة للمقيمين الدائمين، فهؤلاء الأفراد والأسر الذين حصلوا على حق الجنسية الكويتية بعد استيفاء الشروط القانونية والمعايير المحددة لذلك. عادة ما تكون هناك فئات مختلفة للحصول على الجنسيّة بما فيها الزواج من مواطنة كويتيّة، الاستثمار الكبير في الاقتصاد الوطني، الخدمات العسكرية المتميزة وغيرها من الأسباب الأخرى التي تحددها قوانين الدولة.
إن التركيبة السكانية المتنوعة في الكويت لها تأثير كبير على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في البلد. فهي تساهم في تنوع السوق المحلية وتقديم مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات تلبي احتياجات مختلف المجتمعات المقيمة فيها. كما تؤدي أيضًا دوراً هاماً في تعزيز الحركة الثقافية والإبداع الفني عبر الاحتكاكات المختلفة للأعراق والجنسيات والحضارات الموجودة ضمن حدود واحة السلام تلك - دولة الكويت الجميلة.