مدينة غدامس، تلك الكنز المخفي في قلب الصحراء الليبية، هي شهادة حية على عبقرية الإنسان والموقع الاستراتيجي الفريد للمنطقة. تقع غدامس قرب مثلث حدودي بين ليبيا وتونس والجزائر، وهي نقطة عبور مهمة للتجار والتجارب الثقافية عبر الزمان. تبعد حوالي 543 كم جنوب غرب العاصمة طرابلس، مما يضيف إليها غموضًا خاصًا.

بالنظر إلى الخرائط الفلكية، يمكن تتبع موقع المدينة الذي يقع تقريبًا بين خطي العرض 30.08 درجة شمالًا وخطي الطول 9.03 شرقًا. تكسوها الأرض بمجموعات كثيفة من أشجار النخيل وتقف شامخة لمسافة أعلى من 357 متراً فوق مستوى سطح البحر.

تاريخيًا، تعدّ غدامس إحدى أقدم المدن عرفت بالإنسانية وفق تصنيف اليونسكو. لعبت دورًا حيويًا في التواصل التجاري بين شمال وغرب أفريقيا. يُعتبر العام 44 هـ مرحلة فارقة عندما دخلت الإسلام البلاد تحت قيادة العقبة بن نافع رضي الله عنه.

اسم "غدامس" ليس جديدًا في كتب التاريخ؛ فقد ورد ذكره بكثير من الأشكال المختلفة كتعبير عن مكانته العالمية. سُميت "Cydamus" حسب الباحث الروماني بليني الكبير بينما وصفها بروكوبيوس القسطنطيني باسم "Cidame".

على الرغم من كونها جزءًا من دائرة جرايان الوزارية، إلا أن ثقافتها المحلية واضحة للغاية. يشكل كلٌّ من الأمازيغ والطوارق العمود الفقري للسكان الذين يفوق عددهم ٢٥,٠٠٠ فرد. تنسب جذور هؤلاء الناس لأسرٍ عظيمة كالوازية والوليدة للأمازيغ وللملثمين للغدامسة فيما يتعلق بطائفة الطوارق.

تشهد الهندسة العمرانية للحصون والقصور والمعابد حول المدينة على حضور إنساني عميق ودائم الراسخ هنا لعصور طويلة مضت. متحف غدامس هو شاهد حي على ثراء الماضي حيث تعرض قطع أثرية فريدة ترجع للعصور الحجرية والعمران البربري المحلي وفنون حرفيي الطوارق التقليدية وغير ذلك الكثير.

ومن أشهر آثار الطبيعة عين الفرس - منبع المياه الوحيد المتاح لسكان المنطقة-. كما يعدُّ قصر مكادل معلم بارز آخر يحمل بصمة الفن الروماني العتيقة بالإضافة لدوره الأمني الخاص مثله كمثل باب الرصد المشابه النوع المنمق سرّا لاستخدامات عديدة منها مراقبة المحيط الخارجي للمدينة. أخيرا وليس آخرا تأتي بحيرة مفجم ومعبد تسمودين ورأس غول لتزين خارطة المسافر السياحي المغامر في مدينه غداميس التاريخيه الرائعه .