بابل، ذلك الاسم الغني بالتاريخ والحضارة، ظل شاهداً على مجد حضارة باقية رغم مرور الزمن. تقع هذه المدينة الأثرية الرائعة قرب مدينة الحلة الحديثة في العراق، وقد شهدت نهضة حضارية فريدة امتدت لأكثر من ألف وثلاث مائة عام، بدءاً من العام 1890 قبل الميلاد وحتى القرن الخامس قبل الميلاد. تحت مظلتها ازدهرت عدة سلالات حاكمة تركت بصمتها الواضحة في مختلف جوانب الحياة آنذاك.
ومن أكثر الشخصيات تأثيرًا في تلك الحقبة هما القائد حمورابي والمَلِك نَبوخذَنصَّر. فقد حققت فترة حكمهما تقدُّمًا ملحوظًا في الهندسة والبنية التحتية بشكل خاص. اليوم، تعد بابل وجهة رئيسية للسائحين المهتمين بتاريخ الإنسانية الغني، حيث تستضيف مجموعة رائعة من الآثار تعكس روعة الماضي البعيد لهذه المدينة.
وعند الحديث عن آثاره المذهلة، فإن أول ما يأتي إلى ذهن المرء ربما تكون "الحدائق المعلقة"، وهي واحدة مما يعرف بالعجائب السبع للعالم القديم. بنى الملك نabuchadnezzar II هذه الحدائق الشهيرة حوالي عام 600 ق . م ، تخليدًا لذكرى زوجته المحبوبة. وبنى هيكل ذو منحدر خارجيًا ضخمًا يسمح بزراعة النباتات والفواكه المختلفة في بيئة متدرجة ترتيبًا تصاعديًا حسب نوع كل نوع منها سواء أكانت شجرة كبيرة أم نبتة صغيرة دقيقة تحتاج لقليلٍ من الرعاية الخاصة بها. وتم تزويد هذا النظام الفريد بمياه الاستصلاح اللازمة باستخدام نظام توزيع المياه المتقدم الذي كان موجودًا وقت بناءها. ولا يمكن إنكار جمال وروعتها الطبيعية أثناء موسم الربيع حين تبدأ بتفتيح أزهار وردها الزاهية المنعشة للجسد والروح alike!
أما مسلة حمورابي فتعد إحدى أهم المكتشفات الأثرية التي تدلل على براعه القانون المصري الفرعوني الكبير بهذا الوقت. فالديورايت الأسود الذي نقش فيه قانونه العريق يصل ارتفاعه لما يقارب متران ويضم ثلاث لوحات محفورة عليها دستوره الكامل لحكم البلاد والقوانين الاجتماعية المتعلقة بمايلي: مسائل قانونية وجنائية مثل حدود السرقة والسلب، حقوق المرأة أمام الرجل، العقوبات المناسبة لكل جريمة ارتكبها شخص ما ولم يستطع الهروب منه ولو بكلمة واحدة فقط!!!! بالإضافة إلى تفاصيل أخرى هامه جدًا والتي كانت تحكم المجتمع البابي المسالمآنذاك كالزيادات الضريبة المفروضة لجيش الدولة مقابل خدمة الوطن والدفاع عنه ضد الطامعين الخارجيين...إلخ..كما تضمنت أحكام شرعبول وكذلك اتفاقيات تجارية واتفاقيات العمل ايضا.
وبالنظر للأعمال المضنية لبناة برج بابل التاريخي -وهو جزء آخر مميز للغاية ضمن منظومة المباني العملاقة الأخرى هناك- فسنجد أنه قد بني وفق شكل حلزوني ذات سبعة مستويات ترابية متفاوتة الأحجام لتشكيل"الكرمة" الشبيه بالأفق عند النظر إليه من الأعلى وذلك للوصول بعد ذلك إلى قاعدة الهيكل المقدس الرئيسي أعلى المدخل الرئيس للمكان بكل تأكيد!!! أما الجزء الداخلي فهو يشابه كثيرا كثيرا فيما يبدو فرش غرفة نوم فرد واحد حديث العهد لكن بطابع خاص وفريد جداً بالمقارنة حالياً؛ إذ كانت توفر جميع الاحتياجات الخدمية للإدارة المركزية للحكومة المحلية والإدارات التنفيذية التالية مباشرة تحت سلطة مركز اتخاذ القرار السياسي المؤثر!! بينما تحتوي أيضًا على وحدات سكانية متنوعه الأخدود وشقق مغلقه لمنسوبي الوظائف الثانوية غير الرسميه المرتبطه بالنظام القائم بدون انقطاعات أو اضطرابات يومية مزعجه قدر الامكان ! ليس هذا وحسب وإنما احتوت أيضا علي ساحات مفتوحة للقاصرین الذين يعيشون حياة بسيطة بسيطه داخل مجتمعهنالجمهور كما انه مرتبط ارتباط مباشر بساحاته العامة والمراكز الدينية المصاحبه له كنيسة الصغيرة مثلاً ...وفي نهاية المطاف فهناك الكثير الكثير مما يندرج ضمن خانة الانجازات العمرانية لكل عصر جديد يلي سابقه بلا استثناء! أخيرًا وليس اخر فهي تتمثل كذلك بأروع ماهو معروف لدينا وهو اسد ابيل المشيد مصنوعآ تماما من الصخر المسامي السوداوية لون جبل مردوخ تحديدا والذي صور بشراسة حياديته وقوة طورته ومعارك قهرت عدوه الوحشي باستمرار بسبب اعتباره رمز ملكيته وعظمته الشخصية المتفوقه عالميا خلال قرن ذهبه الخاص به! لذلك أصبح رمز قوة ونقاء وإخلاص لشخصيتها الفذة خارج حدود وطن صغير محدود التوسعات مقارنة بجيران دولتهم المسيطره اقليميا اثنان منهم فقط وهما إيران وآشور...
بالإضافة لنفس السياق السابق بشأن بوابة اشتر(أي طريق الله),حيث تُعرف لدى السكان باسم بواب
