مدينة الفقيه بن صالح، الواقعة وسط الأراضي المنبسطة لجبال تادلة الغربية في المملكة المغربية، تتميز بتراث فريد وبنية تحتية حديثة جعلتها محط اهتمام عالمي. يعود تأسيس هذه المدينة الجميلة إلى القرن السادس عشر عندما أسسها الرجل الصالح "الفقيه بن صالح"، وهو ما دفعه إلى تسميتها بهذا الاسم الرمزي.
تمتاز الفقيه بن صالح بموقعها الاستراتيجي المرتفع نسبياً عن سطح البحر (حوالي 445 متر) والذي يوفر المناخ المناسب لممارسة مختلف النشاطات الزراعية التي تعتبر مصدر رزق رئيسي لسكان المنطقة. رغم تحديات الماضي مثل العزلة والنقص في الخدمات الاجتماعية، فقد شهدت المدينة تطورا ملحوظا في مجالات اقتصادية وثقافية وحضرية نتيجة جهود السكان المحليين الذين استقطبوا رؤوس الأموال عبر هجرة أبنائهم الشباب إلى الدول الأوروبية بحثا عن فرص عمل أفضل.
على الرغم من اعتماد سكان الفقيه بن صالح بشكل كبير على القطاع الزراعي، فإن الحراك الديموغرافي للمدينة أدى أيضا لتطور اقتصادها بسبب التحويلات المالية للأسر من أفرادها المقيمين خارج البلاد. حاليًا، تقدر تعداد ساكنة الفقيه بن صالح بحوالي 140,000 نسمة موزعين على ستة عشر قسمًا اداريًا تنقسم بدورها الى ثلاثة أقسام دائرة: دائرة بني موسى الشرقية ودائرة الفقيه به صالح ودائرة بني موسى الغربية. كل منها يقوده قائدين اثنان مع وجود قيادة أخرى تابعة لكل منها.
وفي الجانب الثقافي والرياضي، لعبت مدينة الفقيه بن صالح دورا بارزا بإطلاق فريقين لكرة القدم منذ العام ١٩٥٦ واندمجهما لاحقا ليصبح اتحاد رياضي فقيه بن صالح المعروف الآن. هذا الجمع دليل واضح على روح الوحدة والتآزر لدى أهل المدينة نحو هدف مشترك يتمثل في تمثيل المدينة خير تمثيل أمام فرق منافسة خارجية.
إن قصة نجاح مدينة الفقيه بن صالح ليست فقط مرتبطة بتاريخها الطويل، ولكن أيضاً باستعداد مجتمعاتها المحلية للتكيف مع التغيرات العالمية والاستثمار في المستقبل. إن الخلابة الطبيعية لهذه البلدة الصغيرة ومواردها البشرية تعد أساسا متينا لبناء مستقبل مزدهر ومتنوع ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا.