- صاحب المنشور: السعدي بن بركة
ملخص النقاش:
مع استمرار الاحتباس الحراري العالمي، يواجه العالم مجموعة متزايدة ومترابطة من التحديات المتعلقة بالغذاء والماء. هذه الأزمات الناجمة عن تغير المناخ لها آثار بعيدة المدى على الأمن الغذائي وتوفير المياه العذبة - الموارد الحيوية اللازمة لتعزيز الصحة العامة والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي حول العالم.
الأمن الغذائي تحت الضغط
تعد الزراعة العمود الفقري للغذاء العالمي، ولكنها أيضًا واحدة من أكثر القطاعات عرضة لتغير المناخ بسبب طبيعتها الخارجية. يمكن أن تؤثر الظروف الجوية القاسية مثل الجفاف والفيضانات الشديدة والعواصف الاستوائية بشكل كبير على المحاصيل والحياة البرية. إن ارتفاع درجات حرارة الأرض يؤدي إلى موسم نمو أقصر وأكثر اضطرابًا للمحاصيل الرئيسية مما قد يؤدي إلى انخفاض غلات المحصول وضعف جودة البذور. بالإضافة إلى ذلك، يساهم تآكل التربة والتلوث والتدهور البيولوجي الذي يحدث نتيجة للتغيرات المناخية في تقليل خصوبة المزارع ومنع الزراعة المستدامة. كل هذا يشكل تهديدات مباشرة للأمن الغذائي عالميا حيث يعيش مليارات الأشخاص اليوم على هامش الفقر ويعتمدون كليا أو جزئياً على إنتاج محلي للبقاء على قيد الحياة.
نقص موارد المياه
يعتبر الماء ضروريًا للحفاظ على حياة البشر والكائنات الأخرى والنظم الطبيعية بأسرها؛ فعندما يتعلق الأمر بمواجهة تأثيرات تغير المناخ فإن ندرة وجود مياه عذبة نظيفة أمر ملحظ للغاية. تتسبب ظاهرة الاحتباس الحراري في ذوبان الثلوج والأنهار الجليدية بوتيرة غير مسبوقة وبالتالي زيادة مستويات البحر وانحسارهما مما ينتج عنه تناقص كميات المياه المخزنة في العديد من المناطق ذات الصلة تاريخيًا باحتياطي هام من المياه الجوفية. كما تشهد بعض الدول بالفعل نقصا شديدا في المياه الصالحة للشرب والصناعات المختلفة التي تعتبر أساس العملية الانتاجية لديها . علاوة علي ذلك ، سوف تصبح حالات الجفاف الأكثر تواترًا والشدة أعلى اثناء فصل الصيف مما سيؤثر بقسوة أكبرعلي زراعة الخضروالمحاصيل قصيرة الامداد والتي تستجيب بشكل حساس لأحوال الطقس .
استراتيجيات التأقلم مع الأوضاع الجديدة
إن مواجهة مخاطر تغيّر المناخ المرتبطة بالأغذية وموردَيْن الماء الأساسيَّين أمام الحكومات والقادة المجتمعيين اختيار مجال عمل حيويّ؛ إذ بات واضحاً الآن أنه بدون تدخل فاعِل فإن فقدان نظام غذائي منتظم واستخدام محدود للموارد الهيدروكربونية سيكون له تأثير عميق وخيمة الدمار ليس فقط علي الأفراد ولكنه أيضا سينذر بتفاقم حالة عدم الاستقرار السياسي والإقتصادي العالمية . لذلك هناك حاجة ماسة لإعادة النظر بطرق إعادة بناء مجتمعات مرونة وقابلة للاستمرار بغرض تعزيز قدرتها علي التعافي بعد الكوارث والتكيف مع مختلف المتغيرات الاقتصادية والجغرافية المحتملة . يمكن تحقيق ذلك عبر البحث العلمي المكثف وعمل السياسات الذكية وتعزيز مشاركة السكان الأصليين الذين يتمتعون برؤية فريدة لمنطقتهم ولطرائق إدارة ثرواتها الطبيعية بشكل مستدام منذ قرون مضت. كذلك تبني أساليب مبتكرة لتحسين نوعيه وغلات المنتوج الزراعي باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة وغيرها من التقنيات الحديثة تسهم أيضاً فى تخفيف وطأة الوضع الحالي وتحويل رؤية الحد من خسائر الإنتاج وتحسين عمليات التجارة الدولية للنباتات والثروه الحيوانيه الى واقع ملموس قابل للتحقيق خلال العقود الثلاث المقبلة نسأل الله عز وجل دوام الرحمة للعالم اجمع وأن يرزق الجميع الرزق الهني والسعة فيه إنه سميع مجيب الدعوات