تمثل مدينة أور، المعروفة أيضًا بتل المقير، مكانًا ذا أهمية قصوى بتاريخ الحضارات الإنسانية المبكرة. تقع هذه المدينة الأثرية الرائعة على مسافة تقدر بحوالي ٢۲۵ كم جنوب شرق بابل وأقل من ١٦ كم غرب ملتقى نهري دجلة والفرات حاليًا. تمتاز أور بموقعها الاستراتيجي المتوسط بين مدينتي الناصرية وبغداد الحديثتين، مما جعل منها بوابة تجارية رئيسية تربط بین زمنهای القدیم والصومرکیین بالخلیج العربی عبر الرافدين الكبيرين.
تشير الاكتشافات الأثرية الأخيرة إلى وجود نشاط بشري مستمر منذ بداية الألف الثالث قبل الميلاد وحتى سقوط الدولة البابلية الثانية في العام ٥۳۹ ق م . إن المساحة الشاسعة لأور والتي بلغت نحو ۲۴۲۸۱۱۲۷ مترا مُربعاً تؤكد مدى اتساع نطاق الحياة اليومية لسكانها آنذاذاً؛ فقد كان سور المدينة المُحيط يحمي داخل أسوارة واحدٌ من أكبر تجمعات سكانية تلك الفترة الزمانية.
عُرفت أور باسم "الملكية الاولى" حسب النصوص التوراتيه والحكايات التاريخية الأخرى نظراً لحكم الكهنة فيها بشكل مباشر لعدّة قرونٍ مضت. يشتهر عصر أور الثري بفترة حكم الملك شولغي، والذي يُصنف ضمن قائمة الملوك السومريين الرئيسيين بناءً علي نقوش بعض الجواهر المدفونه بهمومه حين وفاته.
في مطلع القرن العشرين، قاد كلّ من فريق بحث متحف بريطاني بقيادة العالم الشهير كارلوس لينارد ولِي وكذلك جامعة بنسيلڤانيا حملتهم للحفر واستعادة كنوز وضائع هذا الموقع البالغ القدم. أدت نتائج رحلاتهما المشتركه الي اكتشاف العديد من الغرف الدفن الضخمه والمعروفه بغرفه الموت العظيمه بما تحتويه من خزائن ثمينة وكثيره الانتشال من باطن الأرض منها المصنوعات المعدنية والأواني البرونزية وغيرها الكثير مما يعكس عظمة دولة قديمة عاش سكانها رفاهيه لم تعرف مثيله بباقي مناطق الشرق الادنى القديم المجاوره لها مباشرة.
خلاصة الأمر حول ان أور ليست مجرد قطعه ترابيه تحمل اسمها وانما هي رمز حقيقي للتنمية والاستقرار الاقتصادي والثقافي لمنطقة واسعه امتدت لتصل للعصر الحديث رغم اختفائها المؤقت خلف طبقات التربة والعصور المتلاحقه عليها ولم تعد ترنو للسماء إلا عندما استرجعت مجدها السابق بفضل البحث العلمي المستمر والسعي المحمود لإعاده احياء الماضي لجسر روابط التواصل الثقافية بين الدول المختلفة وانتاج معرف جديد يستند لعواملانسانیه كونیه نزعت عنها اثار جهلهم وطمس حقائق مزيفه وضعوها امام الانظار.