العريش: قلب سيناء وضلع من دروع مصر

التعليقات · 3 مشاهدات

تبعد مدينة العريش حوالي ٣٠٠ كيلو متر شرقي القاهرة، وهي العاصمة التاريخية والاقتصادية لمحافظة شمال سيناء في جمهورية مصر العربية. تتموضع هذه المدينة الا

تبعد مدينة العريش حوالي ٣٠٠ كيلو متر شرقي القاهرة، وهي العاصمة التاريخية والاقتصادية لمحافظة شمال سيناء في جمهورية مصر العربية. تتموضع هذه المدينة الاستراتيجية عند تقاطع الطرق البرية والبحرية الرئيسية، مما يجعلها نقطة وصل هامة بين مصر وشبه الجزيرة العربية عبر مضيق تيران والمملكة العربية السعودية. إن موقع العريش الفريد جعل منها بوابة مهمة للتجارة والتبادل الثقافي منذ آلاف السنين حتى اليوم.

يبلغ عدد سكان العريش نحو ١٧٠,٠٠٠ مواطن بحسب آخر تعداد سكاني رسمي أجراه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، ويعتمد اقتصاد المنطقة بشكل أساسي على الزراعة والصناعة والسياحة بالإضافة لاستخراج النفط الذي اكتُشف حديثًا قرب ساحل البحر الأحمر. تعد قلعة العريش إحدى أهم آثار البلاد الإسلامية والتي تعكس عمق التأثير العسكري والفني للدولة العثمانية سابقًا. وقد أمر السلطان Suleiman I بتشييد هذا التحصين الكبير لحماية الطريق التجاري الحيوي المؤدي للقاهرة والقضاء على تهديد القرصنة البحريّة.

تنبسط مساحة محافظة شمال سيناء بما يقارب ٢۷٬۵۶۴٫۰۰ کم مربع محصورة ضمن خط عرض شمالي قدره ۳۱ْ۱۲′ شمالاً وخط طول شرقي يساوي ۳۳°۴۸′, وهذا الموقع المناخي الفريد يعطي للعريش طابعاً صحراويا ذا فصول مختلفة واضح المعالم - الصيف الحار والجاف والشتاء المعتدل والممطّر نسبيا حسب منتظم الأمطار الموسمي السنوي.-على الرغم من ذلك فإن متوسط درجات الحرارة السنوية تعتبر مرتفعة نسبيّا إذ تنخفض قليلاً أثناء فصل الشتاء لتتراوح حول التسعين درجة مئوية بينما ترتفع فوق الأربعين خلال شهور الصيف الحراريه-.

تاريخياً كانت منطقة سيناء برُمّتها موضع اهتمام الدول والحكومات القديمة نظراً لأهميتها الجغرافية والاستراتيجية. فقد استوطنها البدوان المصري القديم ثم الرومان والصليبيون الذين تركوا بصمتهم المعمارية مثل كنيسة الأنبا بولا الشهيرة والتي بنيت عام ۱۱۹۲ ميلادية ولا تزال قائمة بموقع أثري في غاية الجاذبية خارج مدينة العريش الحديثة .وفي القرن الخامس عشر عشر الميلادي جاء دور الدولة العثمانيين عندما حرص الخلافة الاسلامية آنذاك على توسيع رقعة نفوذها غرباً شرقاً بواسطة حملاتها الانتشارية المسلحة فتقدم الجيش التركي بسرعة كبيرة نحو خليج العقبة وتمكنوا بذلك دخول واحتلال ميناء تل السلطان وتأسيس قاعدة بحرية دائمه هناك أدت فيما بعد للاستحواذ النهائي علي كل مدن ربوع أراضي فلسطين وسيناء بشمال افريقيا .كما شهدت تلك الحقبة أيضاً بداية ظهور الأحزاب السياسيه المناديه بحقوق اليهود المستقبل وهو الأمر ذاته والذي اتخذته مجموعة "صهيون" لاحقا أساس لنظرياتهم السياسية الجديدة المطالبة باستعادة وطن لهم داخل وطن عربي أصيل ومع مرور الوقت تطورت الحركه ليصبح لها تأثير فعلي ليس فقط بفلسطين بل أيضًا بسینای كذلك...

وتعرضت المدينه كغير كثيرٍ غيرها من المدن الأخرى لإرهاصات عديدة مصاحبة لما عرف بالحرب البارده ويتمثل ابرز مظاهر تلك التشنج العسکری فی سقوط عدة انظمة سياسية واتحادات دولیه کالتی حدث سنة ۱۹۶۷ عقب انسحاب الجيش المصري من أرض سيناء مقابل باقة واسعه من التعهدات الأمنية الدبلوماسیه المضمونة الاتفاق علیھا بین الجانبین ولكن لم تكد تمر سنوات معدودة الا وانتفض الشعب مجددآ ضد الاحتلال الخارجي فألتئم مرة أخیره جلسات المفاوضات الثنائيه لتحقيق سلام دائم واستقرار دائم الموافقتين عليه نهائیا وفقا لاتفاق كامب ديفيد الشهیر والذي اعقبہ مؤتمر مدینة اسلو جنبيه سوءتفاهم شدید حول الحدود الداخليه للنمیطان مما ادى الي نشوب نزاع دام لمدة ثلاث سنین اضافیه لكن رغم الاحداث المؤسفه ظل السكان مخلصين لوطنيتهم ولم يستطيع أحد زعزعته إيمانيتهم بوحدة الوطن وحفظ تراثه التاريخ الرائع .

التعليقات