تقع جزيرة خورفكان، المعروفة أيضًا باسم مدينتها، في قلب سواحل دولة الإمارات العربية المتحدة. وهي تابعة لإمارة الشارقة ولكن تتمتع بطابع خاص وفريد يعكس تاريخها الغني وجاذبية طبيعتها الخلابة. تُعد هذه المدينة الصغيرة واحدة من أكثر المناطق استراتيجية في البلاد نظرًا لموقعها قرب مضيق هرمز، مما يسهّل الوصول إليها للسفن والبواخر القادمة عبر الخليج العربي وخليج عُمان.

تشكل تضاريس الجزيرة ميزة فريدة أخرى؛ إذ تحيط بجبلان شاهقان يعرفان بفكي خورفكان، مما منحها اسمها ونوعًا من الحماية الطبيعية ضد تقلبات المناخ وعوامل التجوية الخارجية الأخرى. وقد أسهم هذا الموقع الجغرافي والمظاهر الطبيعية الرقيقة في تكريم الجزيرة بلقب "عروس البحر"، وهو الوصف الذي يجسد حقائق جمال وشاعرية المكان.

يتمحور اقتصاد الجزيرة التقليدي حول نشاطَيْ صيد الأسماك والغوص للحصول على اللآلئ، فضلاً عن زراعة بعض الثمار المثمرة مثل الموز والمانجو بأنواع مختلفة. لكن الجانب الأكثر إثارة للاهتمام هو الدور البطولي الذي لعبته خورفكان خلال فترة مقاومة الاستعمار، حيث أثبت شعبها الشجاعة والصمود أمام جيوش المستوطنين البريطانية والفرنسية والبرتغالية وغيرهم ممن حاولوا فرض سيطرتهم بالقوة. حتى اليوم، تحتفظ المدينة بتلك الروح الوطنية ويخلد شعرائها ذكرى تلك الأحداث بصياغة أبيات شعرية تعبر عن حب الوطن والتعلق بالأرض الأم.

بالإضافة إلى تراثها الثقافي الغني، تقدم خورفكان مجموعة متنوعة من مناطق الجذب السياحي التي تلفت انتباه الزائرين المحليين والدوليين على السواء. يعد ميناء خورفكان أحد الوجهات الرئيسية ضمن شبكة المواصلات البحرية الإقليمية وبوابة رئيسية للتبادل التجاري العالمي. إن خط كورنيش الجزيرة الطويل المقابل لشواطئها فهو متنفس حضري حيوي يستمتع فيه السكان وزواره بغرس أشجار مثمرة ومتنوعة وسط أجوائهم الاجتماعية المفعمة بالحياة. ولا يمكن تجاهل فندق Oceanic الشهير الواقع مباشرة عند واجهة الخليج، والذي اكتسب سمعة حسنة بخدماته الراقية وإطلالاته الأخّاذة على مياه بحر العرب الزرقاء المترامية الأفق. تجمع كل تفاصيل الحياة هنا بين عناصر الماضي والمعاصر لتحقيق توازن جمالي وسياحي مميز. إنها بالتأكيد وجهة تستحق الرحلة!