مدينة جونيه، الواقعة في محافظة جبل لبنان شمالي العاصمة اللبنانية، تستحق لقب "عروس الشاطئ اللبناني" بحق لما تتمتع به من جمال طبيعي ساحر وثقافة نابضة بالحياة. تبعد جونيه نحو ٢٠ كيلومتراً عن بيروت وتطل مباشرة على مياه البحر الأبيض المتوسط فيما تحيط بها جبال حريصا الخلابة. تشتهر الهندسة المعمارية الفريدة لهذه المدينة بالتوازن بين المباني الحديثة والشوارع التاريخية القديمة، مما يعكس تاريخها الغني وحاضرها الديناميكي.
أسواق جونيه التقليدية: نافذة على التراث والثقافة
تضم جونيه ثلاثة من أكثر الأسواق شهرة في لبنان: سوق جونيه القديم وسوق الذوق وسوق الكسليك. كل واحد منها يحكي قصة مختلفة ولكن مترابطة لتاريخ وثقافة المنطقة:
سوق جونيه القديم:
هو أحد أقدم وأشهر الأسواق في البلاد، يمتد لأكثر من ثلاث كيلومترات على طول ساحل البحر وهو مزيج حيوي من المحلات الصغيرة ذات الأبواب الخشبية التي تعرض مختلف أنواع البضائع بدءاً بالأزياء الجلدية ومروراً بالمفروشات المنزلية وانتهاءً بالأقمشة الشرقية الفاخرة. رغم بساطتها إلا أنها تعتبر وجهة محلية بارزة للتسوق والاستمتاع بالجو الشعبي.
سوق الذوق:
يُعد هذا السوق جزءاً لا يتجزأ من تاريخ وجغرافية جونيه منذ قرنين ونصف تقريباً. بني خلال القرن السابع عشر واستمر العمل فيه حتى اليوم ولكنه لا زال يحتفظ برونقه الخاص عبر طبقاته المختلفة والتي تضم مطاعم راقية ومقاهٍ تراثية مميزة مثل خان التراث والخان الكبير وهما مكانان ذو قيمة تاريخية ومعمارية فريدة. إضافة لذلك فإن السوق معروف بإنتاجه الحرفي الفريد بما فيه الحرير وصلصال مرصبان الشهير المصنوع يدوياً والذي يستخدم غالباً للأطعمة والحلوى العربية التقليدية.
سوق الكسليك:
يشتهر بتوافد الزوار الراغبين في التسوق لشراء العلامات التجارية العالمية والعربية المرموقة حيث تقدم المتاجر هناك منتجات عالية المستوى تلبي جميع احتياجات العملاء سواء كانوا لبنانيين أم عرباً أو غربيين. الموقع الاستراتيجي للسوق -في القلب بين بحر أبيض ومترامي الأطراف وبين شدو الجبال الأخضر النائية- يُضيف لمسته الخاصة على التجربة الشرائية لدى رواد السوق.
كنوز جونيه الطبيعية والسياحية: رحلة لاستكشاف الجمال
إلى جانب كونها مدينة حضارية نابضة بالحياة، تعدّ جونيه موطن لكل من مغارة جايتا ومزار سيدة لبنان؛ هما نقطتان أساسيتان على الخريطة السياحية الوطنية بل والدولية للبنان أيضاً :
مغارة جعيتا:
هذه التحفة الطبيعية تقع بالقرب من خط ساحل المقام عند مدخل الوادي الضخم لنهر الكلب باتجاه بيروت مباشرة. تتميز المنظومة الأنفاقية بمجموعة رائعة من التشكلات والصواعد والصواعد الهشة وسط ظلال عميقة وغروب الشمس المهيب أعلى سطح الماء – مشهد يصنف ضمن قائمة "المناظر الأكثر استحضاراً للإبهار". يتميز الجزء الأعلى منها بأنه أصبح ملتقى لحفلات موسيقية متنوعة بينما يكشفforschung البحوث العلمية مستمرة حول عالم الكهوف المخبأة في الأعماق أدناه .
مزار سيدة لبنان:
موقع آخر ينفرد بنكهة خاصة فهو ليس مجرد معلم دينيا وإنما أيضًا قطعة أرض خلابة تحافظ على ارتباطها بتاريخ الحياة الاجتماعية والنفسانية للحجاج الذين يأتون إليها بشكل دوري للتواصل الروحي متسللين النظر إلى المناظر الطبيعية الرقيقة لمنطقة جونيه المحيطة . يرتفع فوق مستوى سطح البحر بستماية وخمسين متراً وينتمي رسميًا إلى منطقة جبيل الإدارية الحكومية القريبة نسبيا من المركز السياسي للعاصمة البيروتنة ولا يبعد كثيرا عنها أيضا سبعة عشرة كيلمتر فقط!