تقع مانهاتن، وهي إحدى مقاطعات ولاية نيويورك الأمريكية الخمس، في الجزء الجنوبي منها مباشرةً عند مصب نهر هدسون. تعد هذه الجزيرة المحورية جزءاً أساسياً ومركزياً لمدينة نيويورك، وتشتهر بتنوع ثقافي غني وحركة حضارية نشطة وثراء تاريخي عميق الجذور. تُعرف مانهاتن بأنها منطقة الأعمال الرئيسية للمدينة، فهي موطن لأعلى ناطحات السحاب وأشهر الشركات العالمية بالإضافة إلى مجموعة واسعة ومتعددة الأوجه من الأنشطة الثقافية والفنية والمطاعم الراقية ومراكز التسوق الفاخرة.
تاريخياً، كانت مانهاتن مسرحاً للعديد من اللحظات التاريخية المؤثرة التي شكلت وجه المدينة كما نعرفه اليوم. يعود أول سكان معروفين لهذه المنطقة إلى الأمريكيين الأصليين الذين كانوا يقطنونها قبل الوصول الأوروبي. مع نهاية القرن السابع عشر وبداية الثامن عشر، امتلك التجار الهولنديون معظم الأرض الواقعة وسط جزيرة مانهاتن حتى استولت عليها الإسكوتلندي بيتر مينويت عام ١٦٢٦ مقابل ٢٤ دولار فقط! بدأ فيما بعد تطوير البنية التحتية للمدينة خلال فترة حكم البريطانيين للأراضي الشمالية الشرقية. شهدت "الجزيرة الضيقة"، كما تسميتها السكان المحليون نسبة لشكلها الطويل والثنائي، أحداث حاسمة مثل إعلان الاستقلال الأمريكي في يوليو عام ١٧٧٦ ومعارك الحرب الأمريكية الثورية الشهيرة.
اليوم، تضم مانهاتن تشكيلة مذهلة من المعالم السياحية والبنى التراثية والمعارض الفنية الحديثة والعصرية. يعد برج "إمباير ستيت"، وهو واحدٍ من أشهر المباني في العالم، نقطة جذب رئيسية للسائحين والسكان المحليين على حد سواء نظرًا لمشاهده البانورامية المتاحة منه والتي تشمل كل جوانب المدينة الرائعة تحت قدميه. أما بالنسبة لعشاق المسارح فسيجدون فرصة العمر للإستمتاع بالأداء الحي للعروض الموسيقية الغنائية والدراما الصاخبة الحائزة على جائزة "توني". تضفي أسواق الشوارع التقليدية طابع خاص وجاذبية فريدة لمنطقة جراند سنترال حيث يمكنك التنقل بين العديد من الأكشاك المزدانة بالفن التشكيلي والحرف اليدوية المثيرة للاهتمام مما يخلق تجربة تسوق ممتعة وفريدة من نوعها.
إن الحياة الاجتماعية والنوادي الليلية في مانهاتن تنعم بثراء كبير يجذب إليها محبي اللياقة والصحة وكذلك عشاق الفنون الجميلة والأدباء والفنانين الشباب. يمكن القول بأن هذا الكم الهائل من المواهب البشرية جعل من مانهاتن المكان الأمثل للتعبير الحر والإبداعي والذي يحترم اختلاف الآراء ويقدر تنوع الثقافات المختلفة ويعكس بذلك روح مدينة نيويورك التي لا تعرف الحدود ولا تقبل المقارنة كتجربة سياحية عالمية مميزة للغاية تستحق الزيارة أكثر من مرة.