تقع ولاية خصب الجميلة في الركن الشمالي لشبه الجزيرة العربية، على بعد حوالي 500 كيلومتر من مدينة مسقط، قلب عُمان النابض. هذه الولاية ليست مجرد موقع استراتيجي؛ فهي مركز ثقافي وتاريخي هام يعكس ثراء الماضي ويستقبل المستقبل بحضن مفتوح.
تشتهر خصب بتنوع تضاريسها الخلاب بين الجبال الشامخة والبحر المتلاطم. هذا التناقض البيئي ينتج عنه جمال طبيعي وفريد يجذب ملايين الزوار سنوياً. تشمل مناطق الجذب الرئيسية منتزه "الروضة" الآسر ومنطقة "الخالدية" ذات الأشجار العتيقة، بالإضافة إلى الوادي الرائع "خن". توفر هذه المواقع فرصة فريدة للاسترخاء والتواصل مع الطبيعة الفاتنة.
لكن ما يجعل ولاية خصب مميزة بالفعل هو تراثها الثقافي الغني. تحتضن العديد من المواقع التاريخية مثل قلعة "خصب"، والتي تعود جذورها لبداية حكم آل بوسعيد، وقد خضعت مؤخراً لإصلاحات شاملة. هناك أيضا حصن "خصب" المحاط بتاريخ طويل داخل قرية "حلة الكمازرة". علاوة على ذلك، تستضيف الولاية ثلاث أبراج قديمة تحكي القصص القديمة للعصور الماضية.
وفي الجانب الديني، تضم ولاية خصب بعضاً من أقدم المساجد بالعالم الإسلامي، بما فيه مسجد "السيبة" الذي أعيد بناؤه حديثاً في العام ١٩٨٠ ميلاديا، بالإضافة لمسجدَيْ سوق والكمازرة اللذان شهدتا ترميماتهما في عصر النهضة السلطانية المباركة تحت قيادة السلطان قابوس –رحمه الله-.
بالإضافة إلى روعتها الطبيعية وحاضرها الثقافي الثري، تقدم ولاية خصب الكثير لعشاق الرياضة الخارجية. يمكن للأجانب ركوب الدراجات بحرية واستكشاف طرق الريف الهادئة حول المدينة مباشرة نظرا لقرب الحدود الإماراتية. حتى الوصول إلى ميناء سفينة الطواشة التقليدي يحقق حلم المغامرات البحرية لدى البعض. كذلك، تسمح مياه الخليج العربي بممارسة رياضات غوص متقدمة وغمر النفس بسحر الحياة تحت الماء وما يحتفظ به الشعب البحري من أسرار.
لم تنته متعة زيارة خصب عند هذا الحد فقط! فالبرنامج الترفيهي اليومي عبر قوارب "داو" يقينا لنظرة خاطفة لدلافين البحر أثناء تجوالك وسط مشهد بانوراما طبيعية خلابة أخرى تزخر بهمومنا الطبيعية الجميلة شرقاً وغرباً... هنا حقاً حيث تكون الرحلة جزء مما تصنع ذكريات العمر !