تقع مدينة توزر الجميلة جنوب غرب تونس وهي واحدة من أجمل المدن التي تزينها الطبيعة الخلابة والحياة البدوية الغنية بالتراث الثقافي والتاريخي. يشتهر هذا الجزء من البلاد بتنوع معالمه الطبيعية والثقافية الفريدة والتي تجذب إليها السياح من جميع أنحاء العالم لاستكشاف ما وراء جمال صحرائها الشاسعة وتجارب حياة البدو المحلية.

تمثل توزر نموذجاً مثالياً للمعيشة المتوافقة مع البيئة القاسية في قلب الصحراء الأفريقية الكبرى. المدينة محاطة بجبال الأطلس وعرة ذات المنحدرات الوعرة والجروف الصخرية شديدة الانحدار مما يعطي انطباعاً بأنها تحرس مرآتها العاكسة للطبيعة الجافة ولكن الرائعة. أما بالنسبة للحياة اليومية داخل هذه البلدة الصغيرة فقد تحمل طابعا خاصا للغاية بسبب ارتباط سكانها الوثيق بالثقافة والإرث العربي القديم والمعاصر بالإضافة إلى التأثيرات الفرنسية بعد فترة الاستعمار الطويلة.

إن زيارة سوق الحمادي الشهير لتوزر هي رحلة حقيقية عبر الزمن؛ حيث يمكن للأجانب والمواطنين التونسيين alike شراء المنتجات اليدوية التقليدية مثل الحلي المصنوعة يدوياً والأعمال النسجية المختلفة والحرفيات الأخرى التي تؤكد على مهارات وحرف الشعوب المحلية. كما تعد المدينة موطنًا لمركز ثقافي نابض بالحياة يحتفي بالإبداعات الأدبية والفنية والبصرية للشعب التونسي بشكل عام وبالتحديد لمواطني "الجنوب".

وفي الوقت نفسه، تقدم توزر فرصة فريدة للتواصل مباشرة مع السكان المحليين الذين يتمتعون بروح الدعابة والكرم المعروف عنهما الشعب التونسي عموماً. فمن خلال مشاركة وجبات الطعام التقليدية وزيارة المنازل الخاصة واستماع القصص التاريخية حول المنطقة ستكتسب فهمًا أعمق لروعة وتعقيدات مجتمع منطقة توزر ككل. سواء كنت مهتماً بتاريخ الفنون الإسلامية القديمة أم راغب فقط في استنشاق هواء الحرية والاستمتاع بإطلالة خلابة فوق غروب الشمس فوق رمال صحراوية واسعة، فإن توزر تقدم لك كل ذلك وهناك المزيد! إنها حقاً وجهة تستحق التجربة وستترك ذكرياتها محفورة في ذاكرتك مدى العمر.