مدينة رفحاء: موقع تاريخي وموطنٌ للسكان منذ القرن الخامس عشر الميلادي

رفحاء، إحدى محافظات منطقة الحدود الشمالية بالمملكة العربية السعودية، تتمتع بتاريخ غني يعود لأكثر من خمسة قرون مضت. تقع هذه المدينة الاستراتيجية شمال ا

رفحاء، إحدى محافظات منطقة الحدود الشمالية بالمملكة العربية السعودية، تتمتع بتاريخ غني يعود لأكثر من خمسة قرون مضت. تقع هذه المدينة الاستراتيجية شمال البلاد، عند ملتقى الطرق التجارية القديمة بين بلاد الشام والعراق من جهة، والحجاز والخليج العربي من الجهة الأخرى. يؤكد ذلك موقعها الفريد على دائرة عرض الثلاثين درجة شمالًا، وخط طول الأربعين وربع الدرجات شرقًا، مما جعل منها نقطة عبور هامة للأمم عبر التاريخ.

تعكس تسمية "رفحاء" ارتباطها بجغرافية المكان حيث تشير إلى التل الشهير الواقع بغرب المحافظة اليوم. إلا أنه وفق الروايات الشعبية أيضًا مرتبط بإسم امرأة تدعى "رفحاء". وفي مرحلة لاحقة اكتسبت اسم "القويرة الصغير"، قبل ان ترتبط بكلمة "رفحاً" المستمدة من وجود بئر قريب سميت عليه. وبحلول العام ١٩٥٠ ميلادية شهدت المدينة ازدهارا جديدا مع إنشاء مشروع خط أنابيب النفط (تابلاين) الرابط لموانئ خليج العرب بسوريا والأردن ومنطقة البحر المتوسط. وقد أسهم هذا المشروع الكبير في جذب العديد من العمال والمهندسين الذين شكلوا نواة المجتمع الحديث هناك.

وفي فترة الإدارة الحكومية الأولى برئاسة الأمير سعد بن عمير التميمي ثم البلدية الأمامية تحت إدارة السيد محمد الموسى العلوي خلال عقد الخمسينات وما تبعتها، بدأت خدمات الدولة الضرورية مثل القطاع التعليمي والصحي بالتأسيس. فعام ١٩٥٢ ظهرت أول مدرسة ابتدائية بحضور ٢٨ طالب فقط تحت مسمى "الأميرية". أما الجانب الطبي فقد شهد ولادة المركز الصحي الوحيد حينذاك بحلول ذات السنة ضمن سياسة الصحة العامة آنذاك. واستمر تطوير الخدمات العامة كالنظافة العامة ونظام الترخيص العقاري داخل حدود البلدة وضواحيها أثناء حكم الشيخ علي الجبرين وأمثاله منهم.

وبذلك حققت رفحاء تقدماً ملحوظاً رغم كونها منطقة بادية صحراوية شاسعة تمتد لمساحة قدرها ١٣٤٧٧ كم². ومع مرور الوقت تحولت ريفياتها الي مدن مدنية مزدهرة حيث تتجاوز تعداد ساكنتها اليوم حاجز الثمانين ألف شخص حسب آخر تحديث لسنة ٢٠٢١.

التعليقات