تقع مدينة حفر الباطن في الجزء الشمالي الشرقي من المملكة العربية السعودية، تحديدًا بين خط عرض 28 درجة وخط طول 45 درجة، وترتفع عن سطح البحر بمسافة 307.85 متر. تتميز المدينة بموقعها الاستراتيجي، حيث تتبع إداريًا للمنطقة الشرقية وتبلغ مساحتها حوالي 3,000 كيلومتر مربع. تحدها من الشمال مدينة الملك فيصل، ومن الجنوب أبو قار، ومن الشرق القيسومة، ومن الغرب الصفيري والويليّة.

تتمتع حفر الباطن بتاريخ غني يعود إلى عهد قوافل الحجاج والتجار الذين كانوا يمرون عبرها لتزويدهم بالمياه من آبارها العديدة، خاصة آبار أبي موسى الأشعري التي أمر ببنائها. وقد أدى ذلك إلى استقرار العديد من القبائل حول هذه الآبار للاستفادة من الموارد المائية والمناطق الرعوية.

تُعرف حفر الباطن بعدة أسماء عبر التاريخ، منها "حفر بني العنبر" نسبة إلى ساكنيها من قبيلة تميم، و"حفر أبي موسى الأشعري" نسبة إلى الصحابي الجليل الذي أمر ببناء الآبار. كما تُعرف أيضًا باسم "الحفر" اختصارًا للمدينة، وذلك بسبب كثرة الآبار فيها، بالإضافة إلى موقعها في أعمق نقطة في الوادي. وأخيرًا، يُطلق عليها اسم "حفر الباطن" نظرًا لوقوعها في قلب الوادي الكبير، حيث تعني كلمة "حفر" الآبار الكثيرة، و"الباطن" الوادي الكبير.

تتميز المدينة بمنازلها التقليدية المبنية من الطين، والتي تعكس الطراز المعماري الإسلامي القديم في البلاد. اليوم، تعد حفر الباطن مركزًا تجاريًا مهمًا، حيث يمثل التجار والحرفيون غالبية سكانها. كما أنها تتمتع بمرافق نقل متطورة، مع مطار القسيمة ومطار الملك خالد العسكري اللذين يربطان المدينة ببقية أنحاء العالم.