مدينة النصر هي واحدة من أهم المناطق الحضرية الحديثة في العاصمة المصرية، القاهرة. تتميز بتخطيطها الهندسي العصري وتنوع مرافقها الخدمية والاجتماعية والثقافية. تمتد المدينة على مساحة تقدر بحوالي 250 كيلومتر مربع، موزعة بشكل متوازن فيما بين مناطق الإسكان التجاري والصناعي والسكني. تعدّ الآن أحد أكثر الأحياء ازدهارًا وديمقراطية اجتماعياً في البلاد.
تنقسم "مدينة النصر" إلى عدة أحياء رئيسية مثل الحي الشرقي والذي يضم قرابة نصف مليون ساكن، بالإضافة إلى العديد من الأقسام الفرعية الأخرى كالحِيين الأول والسابع والعاشر وغيرهما. لكل قسم خصائصه الخاصة والمعالم الفريدة التي تعكس هويتها الثقافية والاقتصادية. مثلاً، يعد حي السفارات موطنًا لمقر الكثير من سفارات الدول الأجنبية والعربية مما يعطي المنطقة طابع عالميًا مميزًا. كما تضم المدينة جامعة معروفة وهي جامعة الأزهر والتي تحتل مكانة بارزة ليس فقط داخل مصر لكن أيضًا على مستوى العالم الإسلامي.
ومن بين أشهر المعالم السياحية والنابضة بالحياة في المدينة نادي الأهلي المصري الشهير الذي يشكل مركز جذب رياضي وثقافي كبير للسكان المحليين وزوار المقاطعة الواسعة. تتعدد أماكن الترفيه والمراكز التجارية الضخمة المنتشرة عبر مختلف أنحاء المدينة بما فيها مراكز التسوق الشهيرة كالـCitec Mall وSiraj mall وغيرها الكثير. تُعرف حديقة العاشر من رمضان بأنها متنفس طبيعي جميل وسط الجمال العمراني الحديث لهذه المدينة الرائعة.
بالإضافة لذلك، تحظى "مدينة النصر" بموقع استراتيجي جيوسياسي هام نظرًا لقربها من مطار القاهرة الدولي ومعرض ومؤتمر الهيئة الدولية للقاهرة الشرقية. وهذا الموقع الفريد جعله نقطة محورية مهمة للنقل والخدمات الاستثمارية العملاقة.
تعكس البنية التحتية المتكاملة وجود خطوط مواصلات عامة جيدة تربط المدينة بكل أرجاء العاصمة، سواء كانت وسائل نقل بري أو جو أو حتى قطارات الأنفاق الحديثة التي تنتشر بشوارع المنطقة الرئيسية كشارعي عباس العقاد وخالد بن الوليد وما حولها مباشرة نحو المركز التاريخي للعاصمة التاريخية القديمة بالقاهرة. إن زيارة ميدان المنصة سيذكر المرء بإعلان انتهاء الحرب العبرية الفلسطينية سنة ١٩٧٣ عندما قاد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الجيش المصري لحسم تلك المواجهة الدامية مؤكدًا عزم بلاده ومقاومتها البطولي أمام الاحتلال الاسرائيلي للأراضي المباركة للأمتين العربيه والإسلامية . مثال آخر يتمثل بنجاح الدولة المصريّة خلال تولي الرئيس آنذاك الدكتور محمد حسني مبارك لمنصب رئاسة المجلس الاعلى للقوات المسلحة وإعلان حالة الحكم العسكري لمدة عشر سنوات خلفا للزعيم السابق.
إن تاريخ مدينة النصر غني بالأحداث السياسية والجغرافية الهامة التي تركت بصمة عميقة لدى الشعب والقادة السياسيين على مر الأجيال المختلفة, مجسدة بذلك رمز النهوض الوطني والدفاع المستدام عن الأرض والحفاظ عليها ضد كل أشكال الانتهاكات والاستعمار الخارجي المعتدل منذ القدم.