تقع مدينة شربين في محافظة الدقهلية شمال مصر، وهي واحدة من أهم المدن التاريخية التي تحمل بين طياتها قصصاً ومآثر تعود إلى العصور القديمة. تتميز المدينة بموقعها الاستراتيجي بالقرب من نهر النيل، مما ساهم بشكل كبير في ازدهار الحضارة المصرية وتاريخها الغني.
تاريخياً، كانت شربين مركزاً هاماً خلال عهد الدولة الحديثة عندما كانت جزءاً من تسمحوت، أحد مراكز القوة الرئيسية آنذاك تحت حكم الفرعون تحتمس الثاني. وقد اكتسبت المدينة شهرتها أيضاً كمكان وُجد فيه مقبرة الأمير عمرو خنومو، وهو شخصية بارزة في ذلك الوقت. هذا الاكتشاف الأثري الكبير يشير إلى العمق الثقافي والتاريخي للمدينة.
بالإضافة إلى التأثير القديم لها، تشتهر شربين حالياً بطابعها الريفي الخلاب والمباني التقليدية الجميلة التي تنضح بالسحر المحلي الأصيل. يزخر قلب المدينة بالأسواق الشعبية الضخمة والمعابد الرومانية الرائعة مثل معبد كوم حلفا ومعبد دهشور، والتي تعد شاهداً على التراث المتنوع للشعب المصري عبر الزمن.
مع مرور السنوات، حافظت شربين على هويتها الفريدة كجزء حيوي من نسيج الحياة المصرية رغم تحديات التطور الحديث. فهي ليست فقط موقعاً يستحق الزيارة لأجل السياحة، ولكنها أيضا رمز للتواصل الوثيق بين الماضي والحاضر، وتعبر عن الصلة العميقة لمصر بحضارتها الغنية والمتعددة الطبقات.