المدينة الأولى في المغرب: تاريخ وحضارة فاس الخالدتين

تُعدُّ مدينة فاس، الواقعة في قلب المغرب، أقدم مدن الدولة المغربية وأكثرها ازدهارًا ثقافيًّا وروحيًّا. يعود تأسيس هذه التحفة العمرانية الرائعة إلى القر

تُعدُّ مدينة فاس، الواقعة في قلب المغرب، أقدم مدن الدولة المغربية وأكثرها ازدهارًا ثقافيًّا وروحيًّا. يعود تأسيس هذه التحفة العمرانية الرائعة إلى القرن الثامن الميلادي/الثالث الهجري عندما أسَّسَها إدريس بن عبد الله، أحد أحفاد رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم-. كانت فاس في ذلك الوقت نواة لدولة إدريسية مزدهرة عاصمتها تلك المنطقة الجغرافية التي تحتل موقع استراتيجيًا مميزًا بين وديان نهر فاس الغربي والشرقي.

وتغطّي المساحة الهائلة لفاس ما يقارب نصف ألف كيلومتر مربع، مما يجعلها واحدة من أكبر المناطق المأهولة بالسكان داخل المملكة المغربية. تشتهر مدينة فاس بمناخ متوسطي معتدل مع اختلاف واضح لمعدلات درجة حرارتها عبر المواسم المختلفة؛ فهي شديدة الحرارة خلال أشهر الصيف وشديد البرودة في الشتاء بينما يتميز هبوب نسائم لطيفة خفيفة durant الأشهر الربيعية والخريفية. هذا المناخ المتنوع أدى بدوره لتكوين بيئة مثالية للتوسع الزراعي والنباتات الطبيعية الجميلة حول المدينة.

تنقسم المدينة الإدارياً حالياً لـ٦ مقاطعات رئيسية لكل منها طابع خاص بها؛ مثل مقاطعة اكَدْأل والتي تمثل جزء مهم من مركز التجارة المحلية علاوة عن كونها موطن العديد من المباني الحكومية المهمة. أما بالنسبة للقُرى المنتشرة ضمن نفوذ المنطقة فأبرز نماذج لها "قرية البهلول" المعروفة بطابعها الريفي المنمق بالإضافة لسلسلة أخرى تضم صفرو وبامحمد وبلمان وغيرها الكثير ممن يحافظ أهلها على العادات والتقاليد التقليدية منذ القدم.

وبالنظر للأحياء الأكثر تأثيراً اجتماعيًا واقتصاديًا فالعدد يصل لحوالي ١٠ مناطق عامة مثل حي كريم والذي اتخذ شعار الحرية شعارًا له وكذلك الحي الشعبي الشهير باسم سهريج كنات وهناك أيضًا حي سيدي ابراهيم وحَيُّ ظهور مهران وما شابههما كثيرٌ جدًا. إنما يجدر التنبيه هنا لأهم الأحياء السياحية والمعمارية وهي ما تسمى بـ 'الحي القديم' ، وهو مكان يستحق الزيارة حقا لما يحتويه من مجموعة ضخمة من الآثار التاريخية والمساجد ذات التصميم الهندسي الرائع بالإضافة للمتحف العملاق الواقع داخله المعروف باسم متحف فنون حرف خشبية.

أما فيما يخُص تعداد السكان فهو أمر جدير بالملاحظة نظرًا لإرتفاع نسبتهم بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة ليسجل عددهم حوالي ٢ مليون فرد حتى سنة٢۰۱۰ ميلادية وفق آخر الاحصائيات المتوفرة آنذاك, وهذا يضع تصنيف فاس كتالتي أكثر البلديات سكاناً بكل شموليته ولكن تبقى العاصمة الرباط متقدمه بعض الشيء بناء على احصائيات مشابهة قديمة. تغلب طبقات المجتمع العمراني الكبير إنتماءاته الدينية نحو الاسلام بشكل واسع المدى وهو دين أغلبية الشعب المغربي بغض النظرعن موقع سكناه في عموم الوطن العربي والدولي كذلك .

والآن دعونا نسلط الضوء علي جانب اخر هام لهذه الوجهة الساحرة وهو الجانب السياحي والثقافي والفني; حيث تزخر خارطة مواقع تراثيتها بحزمة متنوعه من المعالم الأساسية ولعل اهمها :جامع القرويين ومدرسة المصباحية وباب جبلات وجزء كبيرمن جامع الرسول الأعظم نفسه إضافة إلي مدرسةابن يوسف وحديقة قصره الخاص وكنائسه الرومانية الاثرية الى غير ذالك بكثير مما يشكل مشهد حضاري خلاب تستقطبه الافاعاعيات العالمية المؤقتة سنويا لجذب انتباه العالم إليها مرة أخری كل مرة.

وفي نهاية المطاف فإن موقع جغرافيائي رائع وسط جبال الأطلس البيضاء أصبح علامه فارقه أيضا بسبب ارتفاع مدينه فوق سطح البحر بما يناهز ۳۸۳٫۷ متر تقريبآ فلذلك يعد وجود عناصر طبيعه مختلفة كالسهول والجبال سبباً اضافي جذب المزيد من اهتمام الناس سواء كانوا مواطنين أصلاء ام بشرٍ اجانب!ومن الجدير بالإشارة أيضاً ان اقسامها الرئيسية تتكون أساسا من قسم جديد تماما وقد تم تدشينه حديث نسبياً ويقابله الجزء القديم الذي كان بداية الامر الاساسي لمنطقة فاس قبل توسعتها لاحقا ثم اخيرا هناك نسخة اصغر حجماً اطلق عليها اسم "الفاس الحديث". مهرجان قابل للاعتراف عالمياً لبروز عدة شخصيات بارزة تنتمي الي تلك الأرض المباركة منهم المؤسسين ليوجد الجامعة التاريخيه بالقرويين Fatima Al-Fihri واشعار احمد بدوي المتعلق بفكرة المثابرة والصمود امام المصائب التي تواجه الحياة اليوم وبعد ذلك الأميرتي لالة سلاميبالإضافة للمبدع الأدبي Tahir Benjlon صاحب روائع الادب العالمي.


الزاكي المراكشي

5 مدونة المشاركات

التعليقات