مدينة مومباي، الواقعة غرب الساحل الهندي، تعتبر العمود الفقري للتجارة والثقافة الهندية. يعكس التعداد السكاني لهذه المدينة التاريخية غنى ثقافيا واقتصاديا هائلا. بحسب الإحصائيات الأخيرة الصادرة في عام ٢٠٢١، يشكل سكان مومباي ما يصل إلى ١,٢٤,٣٥,٥٣٦ شخصاً، مما يجعلها إحدى المدن الأكثر اكتظاظا بالسكان ليس فقط في الهند ولكن أيضا حول العالم. هذا العدد الضخم من السكان يؤكد مكانة مومباي كمهد للحياة الاجتماعية والاقتصادية.
تعكس الخلفيات الديموغرافية لسكانها تنوعا مذهلا بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي. تضم مومباي مجموعة واسعة ومتعددة الأعراق، بدءا من المغول المسلمين حتى الجماعات الآرية ومن ثم مجتمعات البحر الأبيض المتوسط. بالإضافة لذلك، هناك وجود قوي لجماعات سكانية أقلية مثل اليهود والمسيحيين والأتباع للإديان الشرقية الأخرى. إن اللغة الرسمية هنا هي الماراثية التي تتحدث بها نسبة كبيرة من ساكني المدينة، لكن بالإمكان سماع العديد من اللهجات الأخرى بما فيها العربية والإنجليزية والأردو وغيرها الكثير رديفا لها مما يعطي طابعا عالميا فريدا لمومباي.
إن ديناميكية الحياة اليومية للسكان تعكس مدى شموليتها؛ فهي ليست مجرد مركز تجاري وثقافي بل مصدر مهم للدخل للاقتصاد الهندي بشكل عام. يساهم ميناء مومباي، والذي يعد أحد أهم المنافذ البحرية للنقل في البلاد، بنسبة تقدر بخمس إجمالي الناتج المحلي القومي للهند. القطاعات الأخرى ذات التأثير الكبير تشمل الصناعات التحويلية مثل مصاغة الذهب والنسيج والصناعات الفنية الحديثة المرتبطة بالتكنولوجيا وعلم المستقبل. كما تستقر فيها مختلف الجهات المصرفية الرئيسية والشركات المالية الدولية. أخيرا وليس آخرا، تعتبر مدينة الأحلام هذه نقطة جذب رئيسية لكل عشاق الفنون والتسلية عبر سينماها الشهيرة وهي أيضا وجهة سياحية مغرية بمواقعها التاريخية والمعمارية الرائعة والتي تعد جزء أساسي منها. كل هذه المؤشرات تؤكد دور مومباي الحيوي داخل شبكة العلاقات البشرية والاقتصادية العالمية.