تقع مدينة حمص، الواقعة وسط سهل الغاب الخلاب في سوريا، عند ملتقى نهر العاصي والنهر الكبير، وهي واحدة من أقدم المدن الأثرية في العالم، وتاريخها يعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد. تعتبر هذه المدينة القديمة مركزاً ثقافياً هاماً وبوابة رئيسية للتجارة بين الشرق والغرب عبر التاريخ. تحتضن حمص العديد من المعالم الثقافية والأماكن السياحية التي تعكس تراثها الغني والتاريخ المشرف لسوريا.
من أشهر مناطق الجذب السياحي في حمص قلعة حمص الشهيرة التي بنيت خلال القرن الثاني عشر لتكون حصناً قوياً ضد الصليبيين. القلعة، التي تم تصنيفها كموقع للتراث العالمي لليونسكو، توفر إطلالات رائعة على المدينة والمناطق الريفية المحيطة بها. بالإضافة إلى ذلك، يعد جامع النوري ومنزل غازي كنعان متحفيان مهمّان يقدمان لمحة عمّاضي الحضاري للمدينة.
يمثل سوق الحميدية قلب الحياة اليومية في حمص ويعكس روعة الحياة التجارية التقليدية في المنطقة. هذا السوق القديم المبني بشكل دائري يشبه ساحة صغيرة مليئة بالمحلات الصغيرة المتخصصة في مختلف المنتجات المحلية مثل البهارات والعطور والحلويات التقليدية. كما يُعتبر مطعم البابا أحد أكثر المطاعم شعبية فيها وهو معروف بمأكولاته الشعبية المحلية.
بالإضافة لأهميتها التاريخية والثقافية، تتميز حمص بتقاليدها الفنية الغنية والتي تشمل الموسيقى والفنون المسرحية والموسيقى العربية الكلاسيكية. مهرجان حمص الدولي للفنون هو حدث سنوي يجسد روح الابداع والفكر الحر لهذه المدينة الرائعة.
بشكل عام، تقدم حمص رحلة زمنية فريدة ومثيرة تجمع الماضي بكل ما فيه من حكمة وحضارة مع حاضر نابض ومتجدد الدوام، مما يجعلها وجهة أساسية لكل محب للاستكشاف والسعي خلف الروح الحقيقية للسوريات.